وقف السعوديون حائرين أمام شاشات الفضائيات يتأملون ذلك المسن الذي استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مجلسه وأخذ في مداعبته قائلا «متنب خابر الضربة اللي ضربتني إياها»، ليرد المسن الذي بلغ من العمر عتيا بقوله: «ضرب الحبيب زي أكل الزبيب». هذه المداعبة كانت مؤشرا على وجود علاقة متينة تربط ذلك المسن بخادم الحرمين الشريفين وسرعان ما كشفت محركات البحث عن العلاقة التي كانت من أقوى العلاقة علاقة طالب بأستاذه. ولم يستغرب المتابعون للمشهد عندما علموا أن المسن ليس إلا الشيخ عيسى الدباغ الذي تتلمذ خادم الحرمين الشريفين وعدد من أشقاءه الملوك والأمراء على يده وكان معلمهم ومؤدبه الذي لم يتورع عن ضربهم بقصد التأديب والحث على طلب العلم. ولم يمض عام على ذلك المشهد الذي عرف المجتمع الشيخ الدباغ من خلاله إلا وكان القدر أسبق إذ أنتقل الشيخ الدباغ إلى رحمة الله مساء أول من أمس في الطائف عن عمر يناهز 110 سنوات، وقد تمت الصلاة عليه في جامع العباس ودفنه في المقابر المجاورة للجامع. ويعتبر الدباغ أحد معلمي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، فالملك عبدالعزيز طيب الله ثراه كلف عيسى الدباغ رحمه الله بتدريس أبنائه في الطائف ومنهم الملك عبد الله والأمير طلال بن عبد العزيز، وعدد من الأمراء. يذكر أن العزاء في وفاته يتقبله أبناءه وأحفاده بمنزل الأسرة بالقرب من المجلس الأعلى للقضاء بالطائف بحي قروى .