رجحت منظمة الصحة العالمية الأحد، إمكانية انتقال الفيروس التاجي "كورونا" بين البشر، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع يشير إلى ذلك، بحسب مساعد المدير العام للمنظمة نفسها، فيما أضاف أن "التجمعات المختلفة من الإصابات في عدة دول تدعم بصورة متزايدة فرضية أن هذا الفيروس يمكن أن ينتقل من إنسان لآخر". قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الأحد: إن من المرجح فيما يبدو أن الفيروس التاجي الجديد الذي قتل 18 شخصاً في الشرق الأوسط وأوربا يمكن أن ينتقل بين البشر إذا كان بينهم اتصال شخصي قريب. وكان فيروس من نفس العائلة تسبب في تفشي التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) الذي اجتاح العالم، بعد أن ظهر في أسيا أواخر 2003 وقتل 775 شخصاً. وقالت السلطات الفرنسية: إن الأطباء اكتشفوا اليوم إصابة رجل ثانٍ بالمرض، بعدما تقاسم غرفة مستشفى مع المريض الآخر الوحيد في فرنسا. وقال مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا للصحفيين في السعودية التي شهدت أكبر عدد من الإصابات: إنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن الفيروس قادر على "الانتقال العام بين البشر". لكنه أضاف "الأمر الأكثر إثارة للقلق... هو أن التجمعات المختلفة من الإصابات في عدة دول... تدعم بصورة متزايدة فرضية أن هذا الفيروس التاجي الجديد يمكن أن ينتقل من إنسان إلى آخر عند المخالطة عن قرب". وقال خبير من خبراء الصحة العامة طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الأمر: إن "المخالطة عن قرب" تعني في هذا السياق الوجود في نفس المكان المغلق الضيق مع شخص مصاب لفترة طويلة من الوقت. وظهر الفيروس لأول مرة في منطقة الخليج العام الماضي، لكن سجلت وفيات أيضاً في فرنسا وبريطانيا لأناس كانوا في زيارات حديثة للشرق الأوسط. وتأكدت 34 حالة في الإجمال على مستوى العالم باختبارات الدم حتى الآن. وقال وكيل وزير الصحة السعودي للصحة العامة زياد مميش للصحفيين: إنه من بين 15 حالة مؤكدة في أحدث تفشٍّ في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية توفي تسعة، وهو ما يزيد حالتين عما أعلن سابقاً. وقالت وزارة الصحة السعودية في بيان: إن البلاد ظهرت بها 24 حالة مؤكدة منذ الصيف الماضي توفي منهم 15. وقال فوكودا: إنه ليس متأكداً أن أحدث حالتي وفاة أعلن عنهما في السعودية هما ضمن الأعداد التي أكدتها منظمة الصحة العالمية. وقال مميش: إن ثلاث حالات مشتبه بها في السعودية ما زالت قيد التحقيق، ومنها حالتان سلبيتان سابقتان يعاد فحصهما. وأكد الأطباء إصابة المريض الفرنسي الأول بالمرض يوم الأربعاء بعد سفره إلى منطقة الخليج. ونقل المريض الثاني إلى العناية المركزة اليوم، بعدما تقاسم الاثنان غرفة في مستشفى بمدينة ليل. وقال البرفسور بينوا جيري رئيس وحدة الأمراض المعدية في مستشفى ليل: إن المريض الأول لم يعزل على الفور؛ لأن الأعراض التي ظهرت عليه كانت "غير نمطية إلى حد كبير". وأضاف في تصريحات بثتها قناة "بي. إف. إم. تي. في." التلفزيونية: إن الحالة تشير إلى أن انتقال الفيروس عبر الهواء ممكن رغم أنه ما يزال غير معتاد. وقال: إن الناس "يجب ألا يقلقوا"؛ لأنه حدثت 34 حالة فقط على مستوى العالم في عام واحد. وقال فوكودا وهو ضمن فريق من منظمة الصحة العالمية يزور السعودية للتحقيق في انتشار المرض: إنه لم يتوافر بعد مصلٌ أو دواء محدد للفيروس التاجي الجديد، لكن المرضى يستجيبون للعلاج. وأضاف أن "الرعاية في المستشفيات من حيث استخدام أجهزة التنفس بصورة جيدة، ومن حيث علاج الالتهاب الرئوي، ومن حيث علاج المضاعفات، ومن حيث تقديم الدعم.. كل هذه الخطوات يمكن أن تُعِين المرضى على اجتياز ذلك المرض الشديد جداً". وقال فوكودا: إنه في حدود علمه فإن كل الحالات في أحدث تفشٍّ في محافظة الأحساء ترتبط بصورة مباشرة أو غير مباشرة بمستشفى واحد. وأضاف أن السلطات السعودية تتعامل مع الفيروس التاجي الجديد بجدية كبيرة، واتخذت الإجراءات الصحية اللازمة مثل زيادة أنظمة الرقابة.