سجلت أعداد مراجعي بعض المستشفيات في محافظة الأحساء أمس انخفاضا حادا، وبدا أن كثيرا من المواطنين يخافون مراجعة هذه المستشفيات بسبب تفشي الإصابة بفيروس "كورونا"، وما زاد من حدة هذه المخاوف أيضا ما صرح به وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة في مؤتمر صحفي عقده أمس وأعلن فيه عن ارتفاع أعداد الوفيات في المملكة إلى 15 شخصا بعد وفاة اثنين، فيما بلغ عدد المصابين 24، والاشتباه في إصابة 3 حالات جديدة سيتم الإعلان عن نتائج تحاليلها فور الانتهاء منها. واستطلعت "الوطن" مخاوف بعض المواطنين من فيروس "كورونا"، حيث قال المواطن محمد علي إنه فوجئ بارتفاع أعداد الوفيات، وإنه خلال اليومين الماضيين شيعت بلدة المنصورة مواطنها مختار الغانم، مشيرا إلى أن مواقع المتوفين تشكل هاجساً بالنسبة للسكان الذين لا يعرفون أسباب الانتشار والوقاية من المرض بشكل جيد. من جانبه، اعتبر المواطن طه المحيسن الذي فقد عمه قبل أسبوع في بلدة الشعبة -شرق الأحساء- أن الوضع أصبح أكثر خوفاً وغير مطمئن بالنسبة لعامة الناس، فلا أحد يعرف كيفية الوقاية من المرض غير استخدام المعقمات والمنظفات، وخصوصاً أن الأعراض تتشابه فيما بينها، فارتفاع الحرارة والتهاب الجهاز التنفسي قد يظهر على من يصابون بالتهاب اللوزتين أو الأنفلونزا العادية. إلى جانب ذلك تسود حالة من الهدوء على مرضى مستشفى الملك فهد بالهفوف المنومين، في حين لا تفارق بعضهم "الكمامات الصحية"، إلا أن بعض علب تعقيم اليدين بدت خالية من موادها المعقمة. وحاولت "الوطن" الاتصال بمدير العلاقات العامة والمتحدث الرسمي للشؤون الصحية إبراهيم الحجي للتعليق على حالات الاشتباه الجديدة، إلا أنه لا يرد على هاتفه. وكان وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة قد أعلن في مؤتمر صحفي عن عدد الحالات المصابة بفيروس "كورونا" التي سجلت بالمملكة منذ شوال الماضي الموافق لشهر سبتمبر وبلغ 24 حالة، توفي منها 15 حالة، فيما يتم التأكد من اشتباه إصابة 3 حالات بالفيروس. وأكد الربيعة في المؤتمر أن متابعة الحالات بينت أن أعراض المرض، تتمثل في ارتفاع الحرارة والسعال يتبعها التهاب رئوي حاد يصيب كلتا الرئتين، ويتم التشخيص بأخذ عينة من سوائل مجرى الجهاز التنفسي، فيما اتضح أن معظم الحالات لديها أمراض مزمنة تؤدي إلى ضعف المناعة لدى المريض، كما بينت دراسة الحالات وجود مؤشرات لانتقال الفيروس لدى المخالطين عن قرب، إلا أن طريقة الانتقال ومصدر الفيروس غير معروفين إلى هذه الساعة، وما يزال العمل الجاد مستمرا بالمزيد من البحث والاستقصاء والدراسة للوصول إلى حقائق مؤكدة حول الفيروس. وأكد الدكتور الربيعة أن الوزارة استدعت خبراء دوليين ومن منظمة الصحة العالمية لكشف المرض لحماية وإفادة كافة المواطنين والمقيمين في المملكة. وحول التوصيات، نفى أن يكون هناك في العالم معلومة يمكن التصريح بها حول الإرشادات التي يجب اتباعها للوقاية من هذا المرض، وتابع "لا يوجد علاج نوعي أو تطعيم للوقاية من هذا الفيروس حتى الآن". ونفى الربيعة أن تكون منطقة الأحساء هي من اقتصرت على تسجيل الحالات، وأنه تم تسجيل حالات في كل من الرياضوجدة والدمام سبق الإعلان عنها حين اكتشافها. كما أعلن وكيل وزارة الصحة للصحة العامة زياد مميش أمس وفاة شخصين آخرين بالفيروس في منطقة الأحساء. وأضاف أن هناك 15 حالة مؤكدة ضمن أحدث مجموعة من الإصابات وأن تسعة من هؤلاء المرضى توفوا. من جانبه أكد مساعد المدير العام لشؤون السلامة الصحية والبيئية في منظمة الصحة العالمية الدكتور كيجي فوكودا أن اكتشاف المرض بالمملكة لا يعني عدم وجوده في دول أخرى، بل إن ذلك يدل على الإمكانات العالية لدى المملكة في الفحص والتقصي الوبائي الذي طبقته بأعلى المعايير. وقالت "منظمة الصحة" أمس إنه يمكن أن ينتقل الفيروس بين البشر إذا كان بينهم اتصال شخصي قريب. وفي فرنسا أعلنت وزارة الصحة عن ظهور ثاني حالة إصابة بالفيروس، مرجحة أنها حالة انتقال للمرض بين البشر.