شهدت مصر مساء أمس تظاهرات كبيرة تخللتها مواجهات بين قوات الامن ومتظاهرين امام قصر الرئاسة في القاهرة في الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك ليردد المحتجون خلالها الهتافات نفسها مثل “ارحل ارحل” و”ارحل يا مرسي” و “الشعب يريد اسقاط النظام”. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرشقون قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة بمقذوفات كما اظهرت لقطات مباشرة بثها التلفزيون الرسمي. وحاول أعضاء حركة “بلاك بلوك” اقتحام القصر (تنفيذا لما هددوا به يوم السبت) وفشلوا في اختراق السد الأمني ولكنهم تمكنوا من إشعال النيران في البوابة الرابعة للقصر. وأصيب العشرات من المتظاهرين فى محيط قصر الاتحادية، بعد إلقاء قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع . وقالت وزارة الداخلية في بيان ان «اقلية غاضبة» تسببت بالمواجهات عبر محاولتها نزع اسلاك شائكة تحوط بسور القصر الرئاسي. وكانت مسيرة من مئات المتظاهرين توجهت في وقت سابق الى قصر الاتحادية استجابة لدعوة مجموعات المعارضة فيما توجهت مسيرات اخرى الى ميدان التحرير رمز ثورة 25 يناير التي اطاحت بالرئيس السابق. ورفع المتظاهرون لافتات تؤكد ان “الثورة المستمرة” وهم يهتفون “بعد الدم مفيش شرعية” و” يسقط يسقط حكم المرشد» في اشارة الى محمد بديع مرشد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي. من جهة اخرى قطع عدد من المتظاهرين حركة سير مترو الانفاق لفترة قصيرة في محطة السادات بوسط القاهرة حيث جرت مشادات بينهم وبين الركاب وشرطة المترو. كما اوقف متظاهرون حركة السير على جسر 6 اكتوبر الحيوي وفقا لشهود وللتلفزيون المصري. على صعيد آخر حثت الولاياتالمتحدة مصر على التحرك بسرعة لإبرام اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي وإصلاح قطاع الطاقة وحماية المستثمرين من «الأعمال التعسفية» لتفادي مزيد من التراجع الاقتصادي. وفي تصريحات حادة على غير العادة قالت السفيرة الأمريكية آن باترسون إنه يتعين على الحكومة والمعارضة في مصر الكف عن تجاهل المشكلات الاقتصادية والعمل معا على حلها. وقالت في كلمة ألقتها بالإسكندرية أمس الاول ونشرت ترجمتها على الصفحة العربية للموقع الإلكتروني للسفارة “الطريق الأكثر كارثية للحكومة والقيادة السياسية للبلد – سواء في السلطة أو في المعارضة – هو تجنب اتخاذ قرارات وعدم إظهار القيادة وتجاهل الحالة الاقتصادية للبلد”. وأعلن الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة إسعاف مصر عن إصابة تسعة أشخاص أثناء الاشتباكات التي دارت البارحة بين المتظاهرين وقوات الأمن أمام قصر الاتحادية الرئاسي، وحالتي اختناق في مديان التحرير تم نقلهما لمستشفى المنيرة من جراء اقتحام محطة مترو السادات .