أكدت مصادر أمنية سعودية، أن حادث انفجار شاحنة الغاز الذى وقع أمس شرق الرياض هو حادث "عرضى" وليس فيه أى شبهة جنائية. وكشفت المصادر، فى تصريحات نشرت اليوم، الجمعة، أن شاحنة الغاز كانت تقل 17 طناً من الغاز، مما ألحق أضرارا فادحة نجمت عن عدة انفجارات متتالية بالمنشآت والمركبات المجاورة لمسافة دائرة قطرها حوالى نصف كيلومتر مربع بسبب كثافة وقوة تسرب الغاز. فيما وصف أحد علماء الجيولوجيا التفجير بأنه يعادل قوة زلزال، وتعالت أصوات سعودية تطالب بإعادة تنظيم حركة الشاحنات داخل المدن، خاصة تلك التى تحمل مواد قابلة وسريعة الاشتعال. وأكد رئيس قسم الجيولوجيا فى جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العمرى، أن قوة تأثير انفجار ناقلة الغاز تعادل تقريبا قوة زلزال بمقدار 2 بمقياس ريختر تحت الأرض، مستدركا إلا أن التأثيرات والأضرار الناجمة عن الانفجار أقوى من الزلازل الواقعة بنفس المقدار تحت باطن الأرض. وأشار الدكتور عبد الله العمرى لصحيفة "الاقتصادية" السعودية إلى أن مشكلة الأضرار الناجمة عن الانفجارات التى تقع بالقرب من سطح الأرض سواء نووية أو غازية أو كيميائية دائما تنطلق منها موجات قصيرة قريبة جدا من السطح على نطاق واسع بحدود 30-40 كيلومترا، الأمر الذى يعطى شعورا كبيرا بها، حيث تكون الاهتزازات والأضرار فى المناطق القريبة منها كبيرة، حيث إن تلك الموجات تنتشر عبر الجزء العلوى من التربة على شكل شعاع، أما لو حدث مثل هذا الانفجار بعمق تحت الأرض فلن يكون له تأثير. فى الوقت نفسه، استبعد عالم سعودى حدوث أضرار بيئية على السكان أو تلوث هوائى جراء انفجار صهريج الغاز. وقال إبراهيم المعتاز، أستاذ الهندسة الكيميائية بجامعة الملك سعود بالرياض، فى تصريح لصحيفة "الرياض"، نتج عن الاحتراق غازات الكربون وأكاسيد النتروجين وسحابة قاتمة تحمل العديد من الملوثات، غير أن هذه الأضرار رغم ضخامتها وما تسببت فيه من وفيات بشرية وإصابات بالغة مؤسفة، تعتبر سريعة الزوال، نتيجة للضغط العالى للغاز ولوقوع الحادث فى منطقة مفتوحة تتلاشى آثاره سريعا ولن يكون فى المنطقة تلوث هوائى ملحوظ. وبلغ إجمالى عدد الضحايا فى آخر الإحصائيات 159 قتيلا وجريحا، من مختلف الجنسيات، من بينهم 26 قتيلا، ونجا سائق الشاحنة الذى أصيب بإصابات متوسطة، كما بلغ عدد المصابين من حادث انفجار صهريج الغاز (26) سعوديا و(67) من جنسيات متعددة و(40) من مجهولى الهوية. تلقى منهم (43) مصابا العلاج وغادروا المستشفيات، بينما لا يزال (90) مصابا يتلقون العلاج منهم (12) فى العناية المركزة والبقية حالاتهم بين المتوسطة والخفيفة.