يقوم فريق من الجمعية الفلكية بجدة يوم الاثنين المقبل بترائي هلال عيد الفطر المبارك، وذلك من أعلى قمة بجبال منطقة الهدا السياحية بمحافظة الطائف، حيث سيكون الرصد للهلال من جبل غزوان «دكة بافيل». وقد نشرت الجمعية بيانا لها في موقعها على الإنترنت، أوضحت فيه أنه يستحيل رؤية الهلال لهذا العام بالعين أو بالتلسكوب، بسبب قرب الهلال من قرص الشمس وقلة ضوء سطحه الذي لا يصل إلا إلى 1 في المائة. وأكد ل«الشرق الأوسط» شرف السفياني نائب رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن الهلال عبارة عن خيط رفيع جدا من الضوء القادم من الشمس، والساقط على سطح القمر، ويولد الهلال بعد عملية الاقتران للأجرام الثلاثة (الشمس والقمر والأرض)، معتبرا أن الاقتران أن يكونوا على «خط سمت واحد». وأضاف السفياني أن هناك عدة أمور تؤثر على رؤية الهلال، منها ضوء الشمس القوي، الذي يؤثر على رؤية الهلال، حيث إن ضوء الشمس يحجب ضوء القمر، خصوصا عندما يكون الهلال قريبا من قرص الشمس وغير مرتفع بقدر كبير عن قرص الشمس، كما هو الحال في حالة هلال شهر شوال لهذا العام، ومن الظروف أيضا الغلاف الجوي، ومن المعروف أن طبقة الترابوسفير، وهي الطبقة الأولى من الغلاف الجوي والمحيطة بالأرض، وتعرف هذه الطبقة بطبقة التقلبات الجوية، وتمتد بين 8 و10 كلم حسب الارتفاع والانخفاض للقشرة الأرضية، وتحتوي الطبقة حسب ما يقول الفلكي شرف السفياني على الغازات وعلى بخار الماء وعلى الغبار والأتربة، وعلى سحب، هذه العوامل تؤثر كثيرا في رؤية الهلال، إذا كان ممكن الرؤية، فكيف إذا كان غير ممكن في مثل وضع هلال شوال لهذا العام. وأفاد نائب رئيس الجمعية الفلكية بجدة بتعذر رؤية الهلال لهذا العام بحسب نظرة الفلكيين الذين يذهبون إلى استحالة رؤية الهلال في المناطق الجنوبية للمملكة، بسبب قرب الهلال من قرص الشمس وقلة ضوء سطحه الذي لا يصل إلا إلى 1 في المائة، مشبها ذلك بالشعرة البيضاء قرب مصباح مضيء بشدة، فالهلال سيغرب بعد غروب الشمس ب4 دقائق. ويستبعد السفياني إمكانية رؤية الهلال في منطقة وسط السعودية وشمالها، مرجعا ذلك إلى عدم وجود الهلال في تلك المناطق يوم الاثنين وهو يوم الترائي، وأبان السفياني أن اختيار الجمعية لمنطقة مرتفعة للترائي، يعود لكون الارتفاع إلى الأعلى يعد الأفضل للرؤية في عالم الفلكيين، وكذلك لأن الابتعاد عن التقلبات الجوية والتلوث يزيد من فرصة الرؤية الأمثل. وشدد الفلكي السفياني على أن البعض يعتقد أن أجهزة الرصد مثل الدرابيل والتلسكوب تشاهد الهلال لا محالة تحت أي ظروف، معتبرا دورها تقريبيا فقط، فالتلسكوب لا يخترق السحب والغيوم، مع أن الأجهزة الحديثة مزودة ببرامج فلكية دقيقة ومرتبطة بنظام «GPS»، بحيث يتبع التلسكوب الجرم الفلكي، ويتحرك بحركة الأرض، والبرنامج الفلكي الموجود داخل الجهاز يساعدك في تحديد موقع القمر إذا كان موجودا في السماء، أما إذا غرب الهلال فإن التلسكوب أيضا يرشد المتتبع إلى أنه غرب. وقال شرف السفياني نائب رئيس الجمعية الفلكية بجدة «سبب الترائي مع العلم مسبقا باستحالة الرؤية لأن هناك دعوة من المشايخ دائما من المحكمة العليا، والبعض يرى أن الترائي سنة من السنن النبوية، والأمر الآخر هو تعليم الناس، حيث يحصل هناك نقاش وحوارات مفيدة، يستفيد منها الحاضرون، والأمر الثالث لتطمئن قلوب الكثير من الناس». ويرد السفياني على من يتهم علم الفلك بأنه غير دقيق وكونه ظنيا وغير قطعي ويحتج باختلاف الفلكيين بقوله «إن علماء الفلك المعتد بهم دائما يتفقون على أمرين أساسيين في الأهلة، الأول وقت الاقتران (المحاق)، والثاني أن الهلال يغرب بعد غروب الشمس أو قبل الغروب، وهنا يأتي الاختلاف من الشروط الثانوية، التي تسمى معايير رؤية الهلال، فهناك من يقول أنا أرى الهلال عندما يكون مرتفعا 8 درجات، وآخر يقول 6 درجات، وآخر 10 درجات، وفريق يقول إن الهلال يمكن رؤيته إذا بقي بعد الغروب ب20 دقيقة، والبعض يقول 25 دقيقة، وغيرهم يقول 15 درجة»، ومن هنا لا يصح أبدا أن نبني على هذه الاختلافات، مبررا بأن يأتي شخص ويقول أنا رأيت الهلال بينما المنطقة التي يتحرى منها يغرب الهلال قبل غروب الشمس، ويرد علم الفلك ويحتج بأنه غير دقيق، لأنهم مختلفون، وفي الحقيقة لم يفهموا حقيقة الاختلاف، واتخذوا هذا الاختلاف حجة للطعن والتشنيع بعلم الفلك وعلم الحساب، والمصيبة أن كثيرا ممن يتكلمون ويقدحون في علم الفلك يعتبرونها برامج للغرب، لا تصلح للبلاد الإسلامية، وكثير منهم لم يجرب البرامج الفلكية.