دعوني أتطرق اليوم في مقالي هذا لموضوع مختلف نسبياً عمّا يطرح في الإعلام الرياضي ونقرؤه بشكل يومي والمتعلق باللاعب السعودي الذي أصبح في السنوات الأخيرة تحت سياط النقد، وأذهب معكم إلى جزئية مهمة جداً يبينها السؤال التالي: هل اللاعب السعودي متابع لما يطرحه الإعلام الرياضي من آراء وانتقادات تتعلق بمقدرته على التكيف مع مقومات الاحتراف الأساسية؟ نحن في الإعلام نتحدث دائماً عن عقود اللاعبين المرتفعة، وعن مستوياتهم الهابطة، وعن بعض اهتماماتهم التي لا تخدم مسيرتهم الكروية من سلوكيات خاطئة؛ كالسهر وقصات الشعر والتغذية السيئة التي لا تتوافق مع أسس الاحتراف الحقيقي، كما نشاهد في كثير من الدول المتقدمة في كرة القدم، ليبقى السؤال مطروحاً: هل جميع اللاعبين يقرؤون ما يُكتب عنهم؟ وإن كانوا يقرؤون، فلماذا لا يستفيدون من هذا النقد ويتعاطون مع الأمر على أنه منهج توعوي وإرشادي مهم يحتاجه اللاعب حتى يتطور ويصبح نجماً بمعنى الكلمة؟ لأنهم سيتعلمون كيف يظهرون بالصورة الجيدة من خلال الاهتمام بأنفسهم، وسيسعون للارتقاء بمستوياتهم التي ستؤثر إيجابا على أنديتهم ومنتخباتنا الوطنية. لكن الأمر يصبح مختلفاً لو عرفنا حقيقة قد تبدو غائبة عن الكثيرين، ألا وهي أن جل اللاعبين لا يقرؤون ما يُكتب عنهم، وبالكاد يتابعون بعض العناوين العريضة في بعض الصحف. صحيح أن الأمر لا يعتمد بشكل كلي على متابعة اللاعب لما يطرحه الإعلام عنه، لكنه في الوقت نفسه سيجد نفسه أمام بعض السلبيات التي ساهمت في ضعف أدائه الفني، وبعض الحلول لتجاوزها متى ما وجدت العزيمة والإصرار والرغبة الصادقة في تطوير نفسه فنياً وثقافياً، وفي الوقت نفسه سيدرك اللاعب السعودي مع مرور الوقت أن الإعلام المتزن والواقعي اعتمد على معالجة وضع اللاعب السعودي من كل الجوانب الفنية والسلوكية الخاطئة التي قد تخفي نجوميته وتبعده عن تطوير نفسه؛ حتى يعيش مسيرة كروية مميزة يحصل فيها على نجومية تتوافق مع الموهبة التي وهبها الله له من خلال تتويجه بالجوائز وتقديم الإنجازات على كافة الأصعدة. ولعلي هنا أهمس في أذن كل إداري يرغب في تقديم عمل احترافي مبني على أسس صحيحة بأن يهتم بثقافة نجومه والعمل على استحداث البرامج التي تساهم في تثقيف اللاعب السعودي، إما من خلال عمل محاضرات أو ندوات يُقدم فيها بعض الأطروحات المفيدة التي يتناولها الإعلام من حين لآخر، ومناقشتهم فيها، وأخذ مرئياتهم حول ما يُنشر، ولكل لاعب الحرية في طرح وجهة نظره من خلال هذه اللقاءات المتواصلة مع اللاعبين خارج الميدان. وسنجد اللاعب السعودي مستقبلاً - بعد أن نهتم بفكره وثقافته- أكثر وعياً، وسيدرك جيداً أن الموهبة مهمة جداً لكنها لا تكفي حتى تكتمل النجومية، إذ تحتاج إلى دعم فكري وثقافي من أجل أن تستمر وتتطور، وستنعكس تلك الثقافة عليه مستقبلاً عندما يترك الملعب كلاعب ويصبح مدرباً أو إدارياً؛ لهذا تعتبر ثقافة اللاعب السعودي واهتمامه بمتابعة ما يطرحه الإعلام جزءاً مهماً من مقومات الاحتراف الناجح. بقي القول: إن دور الإداريين في الأندية لا يجب أن يقتصر على متابعة اللاعبين في حضورهم وانصرافهم فقط، بل يجب أن يساهموا في رفع المستوى الثقافي للاعب ومساعدته على تطوير ذاته فكرياً وثقافياً، وتشجيعه على مواصلة تعليمه بالعمل على ترتيب برنامجه التدريبي والتعليمي والتوفيق بينهما، وعلى وجه الخصوص الفئات السنية في الأندية. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي [email protected] - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : 1.jpg