اعتدنا وتعودنا على أن نختزل كل الأسباب المعنية بأي حالة إخفاق تتعرض لها الأندية والمنتخبات في إطار المدربين والمدربين فقط ، نهاجم هذا ونطالب برأس ذاك ونخرج من الوضع كسابقه ، فالمرض يتفشى والتشخيص خاطئ والشق مع هذا المرض المزمن الذي تأصل في عمق الكرة السعودية أكبر من أي محاولة لترقيعه. - من عام الى عام ومن مناسبة إلى مناسبة ومن حدث إلى حدث نحاول إيجاد السبل الكفيلة بتقوية الكرة السعودية والنهوض بها لكننا برغم كثرة تلك المحاولات لم ولن نصل إلى حيث العلاج الفعال الذي من الممكن له أن يبري العلة المزمنة والسبب ليس في غياب هذا العلاج وإنما السبب في غياب التشخيص الصحيح. - نعم لا يمكن لأي قراءة ناقدة أن تغفل عن دور المدرب وخطته وفلسفته كون هذا المدرب عود من ضمن حزمة عمل تحتاج دائما للتقييم والنقد لكن الذي أراه اليوم فيما يختص بمعضلة المنتخب لا يكمن في المدرب ولا في نهجه ولا في أسلوبه بقدر ما يكمن في منظومة احترافية اعتمدت على العشوائية وتركزت عليها فأفرزت لنا مثل هذه النتائج السالبة التي التصقت بالمنتخبات السعودية قبل الأندية. - احترافنا مجرد حبر على ورق واحترافنا تنظير واحترافنا كلام أما على أرض الواقع المحيط بكرة القدم ونجومها ومستقبلها فالحقيقة كل الحقيقة مختلفة ومخالفة عن كل ما نستمع إليه أو نلمح نتائجه. - قبل أن نضع اللائمة على المدربين علينا الاهتمام بدراسة واقعنا الاحترافي الذي ساهم في كل هذا الوهن الذي أصاب الرياضة السعودية في مقتل ووضع عام ارتكزت مقوماته على المال وليس الفكر وبالتالي ها هم نجوم الاحتراف يتساقطون فنياً تباعاً ما أن يتحصلوا على حقوقهم المالية عند إبرام العقد إلا وتجدهم في ثوب الانهزامية والتواضع الفني الباهت وهنا مكمن الخلل وقمته. - ببساطة وبعيدا عن سرد المزيد أقول الرياضة السعودية وبالتحديد في هذه المرحلية الزمنية الصعبة تحتاج لمن يهتم بتقييم نظامها الاحترافي شكلاً ومضموناً لكي يتم الاستفادة من الجوانب المضيئة فيه والاستفادة كذلك من الجوانب العكسية التي رسخت الخلل وفاقمت حدته. - أي عمل يستهدف الارتقاء بمنظومة الاحتراف وتطوير اللاعب السعودي يجب أن تبدأ من الأندية. - الأندية هي من يصنع الموهبة كما هي من يصقلها كما هي من تقع عليها المسؤولية كاملة في رسم خارطة سليمة لهوية الاحتراف سواء على صعيد الجوانب الإدارية أم سواء على صعيد الجوانب المالية والتثقيفية والفنية. - مهمة الأهلي أمام هجر نتيجتها تمثل الكثير لهذا الفريق العملاق. - الأهلي مطالب بنقاط هجر حتى يزحف صوب المقدمة وينافس عليها ويرسخ اسمه كواحد من أبرز من يمكن له أن يصبح بطلا للدوري. - هذه المهمة سيحسمها الأهلاويون بروحهم الحماسية تلك الروح التي يجب أن تسود أجواء اللاعبين ليس في مباراة وإنما فيما تبقى للفريق من نزالات في مسابقة الدوري ... وسلامتكم.