نسمع بين اليوم والآخر ونشاهد في القنوات والمواقع الإخبارية جرائماً متفاوتة، تزداد وتنقص من مدينة لأخرى، حتى أضحت بعض مدن العالم توصم بالخطرة كشيكاغو وديترويت وكاركاس وغيرها، وأخرى بالآمنة كزيورخ وملبورن وغيرها. وفي اعتقادي أن بعض مدننا اقتربت من الدخول في قائمة المدن الخطرة في العالم.. فما يكاد يمر يوماً حتى تقع فيها عدة جرائم قتل أو اختطاف أو سرقة، والأعجب من الجريمة سببها التافه.. فمقتول بسبب موقف سيارة، ومكسور يد لأجل نصف ريال.. وغيرها من العجائب التي لا تخفى على متابع.. إن الانتشار المستغرب للجريمة في وسط مجتمع إسلامي يوجب علينا التوقف طويلاً عند هذا الموضوع وتلمس أسبابه والتوصل لعلاج ما يمكن علاجه.. لقد حاولت الكثير من الدول الحد من تزايد الجرائم عندها، فسنت الأنظمة الصارمة ونشرت الكاميرات المراقبة، ومع هذا كله لم يتغير شيء يذكر.. لكن هناك جوانب رئيسية غفلوا عنها ونحن أيضاً غافلون عنها .. ألا وهي أننا كمجتمع نسعى في تعليم الجريمة بيننا.. نعم نعلّم الجريمة حتى لو لم نقم بها.. لنرى كيف يكون تعليم المجتمع للجريمة من خلال نظرية التعلم الاجتماعي.. عندما يعتدي أحدهم على آخر بضرب أو جرح أو قتل.. نرى من يقوم بيننا ويصف هذا العمل الأهوج بالشجاعة والرجولة.. وعندما يغش أحدهم أو يكذب أو يحتال أو يسرق.. نجد من بيننا من يسميه ذكاءاً ودِبرة وتخارج!!.. كما نرى من يقوم ببعض هذه الجرائم يخرج منها كالشعرة من العجين بتحايل أو تدليس مرفوع الرأس مفتخر!! إن هذا السلوك الاجتماعي –في اعتقادي- هو السبب الرئيس لانتشار الجرائم في بعض مدننا.. وفي اعتقادي أن علاجه هو الكف عن مثل هذه السلوكيات المعززة للجريمة والتعدي بيننا، وإلا سيصبح معلم الجريمة اليوم ضحية الغد.. نسأل الله السلامة والعافية والأمان...ودمتم سالمين آمنين!!،، عبدالرزاق الثمالي [email protected]