ما يحدث في النصر لا يمكن أن يكون أمرا طبيعيا..! ولا يمكن أن تجده في مكان آخر غير النصر .. أما لماذا أقول هذا ؟ فالجواب يحمل نفس علامة التعجب التي وردت في بداية المقال .. فهل لكم أن تتخيلوا اجتماع أعضاء شرف نادٍ كبير بحجم النصر لم يحضر له سوى (31) عضوا من أجمالي عدد يتجاوز (250) عضوا والأغرب من هذا كله الاجتماع كان (ببلاش) يعني بالمجان ولم يكن مطلوب تقديم أي رسوم مالية حتى يسمح لأي عضو مسجل في القائمة الشرفية بالحضور . أذكر لكم هذا الأمر لكي تكون الصورة واضحة وزيادة تأكيد كدليل لا يقبل الشك على أن ما حدث ليلة الاجتماع ما هو إلا جزء مهم من الخلل الذي سار بالنادي الجماهيري إلى الهاوية وأصبح حاضره كما ترون مليئاً بالانكسارات والضعف والهوان . اما على صعيد الاجتماع وما حدث فيه (فلا) جديد ،استمرت الخلافات والانسحابات، لم أجد في هذا الاجتماع أي نتائج قد تقنع الشارع الرياضي وخصوصا النصراوي ، وقبل هذا كله هناك سؤال على هامش الاجتماع يجب أن نطرحه هنا كي يتضح لنا نحن الرياضيون فوضوية الأمر: هل يوجد اجتماع في الدنيا مهما كان نوعه يتم دون أن يقدم فيه جدول أعمال واضح ومحاور نقاش تطرح على طاولة الأعضاء حتى يستطيعون من خلالها تسليط الضوء على ابرز المعوقات والعمل على دراستها لتقديم أفضل الحلول لتجاوزها !.. لكن ومع الأسف لم يحدث شيء من هذا القبيل ولن يحدث أي شيء في الاجتماعات القادمة .. كل ما سيحدث دائرة الخلافات ستتسع وتتشعب فالقادم هو امتداد لما مضى .. الأمر حقا غريب..!! ولعل تحفظ بعض أعضاء شرف النصر خصوصا عندما يتعلق الأمر بالجوانب المادية يفتح الباب على مصراعيه للكثير من الاستنتاجات والتكهنات . ليبقى السؤال الأهم متى يستغني النصر عن أعضاء الشرف ؟ من سوء حظ النصر لم يجد عضواً فعالاً يتكفل بتقديم الدعم المادي والمعنوي المتواصل وإنقاذ النادي متى ما اقتضت الحاجة ، وأيضا من سوء حظ النصر لم يجد رئيسا مقتدرا يتكفل بكل احتياجات النادي من دعم مالي ويكفيه الحاجة وسؤال أعضاء شرفه المقصرين.. بل هناك من يرى في النصر بكل مداخيله المالية فرصة ينتظرها حتى يتربح من خلالها .. جميعها معاول هدم ومع الأسف اجتمعت في النصر . هناك أمثلة كثيرة حدثت في الساحة الرياضية تفرض علي الاستشهاد بها وجعلها نموذج يصور معنى الصورة الجميلة التي كان من المفترض أن يكون عليها ناد كبير كالنصر، ففي فترة من الفترات اجتمع في نادي الاتحاد شخصيتان نقلتا الاتحاد من الحال الميسور ماديا إلى الثراء وأصبح النادي في أكثر فتراته السابقة ظاهرة مادية يطرب الجميع عندما يتحدثون عن الشأن الاتحادي لان النتائج كانت مبهره جداً . وفي الهلال أيضا وتحديدا آخر ثلاث رؤساء مروا على النادي يلاحظ حجم المبالغ التي كانت تقدم من كل إدارة بدعم واضح من بعض أعضاء الشرف ، دعونا من الماضي ونراقب عمل إدارة الهلال الحالية في هذا الصيف فقط ، رئيس النادي يقدم من حسابه الخاص مبالغ كبيرة جدا ربما لو صرف ربعها على أي ناد لربما أصبح ينافس على الدوري الموسم القادم .. لكن لماذا قدم كل تلك المبالغ ؟ لان عينه على مكتسبات وانجازات جديدة تزين سجله الإداري في تاريخ الهلال ولعل أهمها بطولة آسيا للأندية وهو مدرك تماما بدون عمل كبير كهذا لن يأتي بأي انجاز مهما كان حجمه . تلك الحالتان تكفيان لتوضيح حال النصر الذي امتلأت أركانه بالمشاكل والمؤامرات والتحزبات لا جو صحي يساعد على العمل، ولا توجد بوادر أمل قد تعيد صاحب الأمجاد إلى مجده ، وهناك من ينتظر ويضع الأمل في المستقبل لعل يحدث التغيير المنتظر وهو في الأصل لا يملك من الأمر شيئا سوى أنه ينتظر ويردد أسئلته المعتادة : متى يصبح النصر (مهما) عند أعضاء الشرف ؟ متى يتخلصون من الانقسامات وتصفية الحسابات القديمة والجديدة ؟ متى يتعلمون كيف تنتصر روح التعاون وإنكار الذات أمام مستقبل كيان له تاريخه وأنصار ينتظرون موعدا للفرح ؟ جميعها أسئلة مهمة لكنها بلا جواب ، ولعل ما حدث في الاجتماع الأخير (لا) يجعلنا نتفاءل بموسم مميز يحدث فيه ما يسعد الجماهير بل أصبحت نبرة التشاؤم اقرب إلى واقع الأمر . بقي أن أقول وعلى لسان المتنبي : عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ دمتم بكل خير ،،، سلطان الزايدي [email protected]