في المجال الرياضي وتحديدا كرة القدم تكون البطولات هي المقياس الحقيقي للعمل بغض النظر عن الأمور الأخرى ، فعندما يتمكن أي ناد من تحقيق بطولة فنحن سنكون أمام إنجاز يلغي كل العيوب فقد تحقق المعيار الحقيقي للنجاح . فالمنافسة في كرة القدم تكون الكلمة العليا لصاحب الانتصار بينما الخاسر مهما قدم من جهد وعطاء لن تشفع له ولن يكون لها ذكر في سجلات النادي وتاريخه . يبقى أن نبحث عن جزئية مهمة ونتتبع تفاصيلها بشكل واضح ولنبدأ بطرح بعض الأسئلة : لماذا دائما تكون الأندية الكبيرة هي صاحبة البطولات في السعودية ؟ بمعنى لماذا لا نجد من يرشح نادي الفتح أو نجران مثلا لبطولة الدوري ؟ ما هو سر تراجع بعض الأندية عن فكرة الفوز بالمركز الأول ولماذا لا تنهض وتنافس على البطولات ؟ كالاتحاد والهلال والشباب والنصر والأهلي ولماذا النجوم في الأندية الصغيرة لا يشتهرون إلا عندما ينتقلون منها إلى أندية كبيرة؟ وحتى تصبح الفكرة واضحة نسوق هذا المثال هل سيكون النجم خالد الزيلعي نجم أبها السابق ضمن صفوف المنتخب لو لم ينتقل للنصر؟ لماذا الأندية الصغيرة تقبل بأن تصبح أندية ظل بينما هي تستطيع أن تتميز وتنافس ؟ جميعها أسئلة تدور حول عوامل نجاح أساسية مرتبطة ببعضها ولعل السؤال الأهم هنا حتى أستطيع تفسير ما يحدث ولو من وجهة نظر شخصية .. كيف استطاع نادي القادسية تحقيق بطولة كأس الكؤوس الآسيوية وهو يعتبر ناديا محدود الإمكانيات ولا يعتبر ناديا جماهيريا ؟ عندما نبحث عن الأسباب الحقيقية التي فرضت أندية البطولات وأندية الظل لوجدنا أن المشكلة لها علاقة كبيرة جدا بالوضع الإداري للأندية فلو كانت هناك إدارة (قوية) ومتميزة لكل الأندية الصغيرة فإنها بالتأكيد ستستطيع أن تحقق نقله جيدة في مسيرتها الرياضية . أعجبني تصريح مهم جدا أطلقه الإداري المميز فهد المطوع رئيس نادي الرائد عندما قال بعد موسمين سننافس على الدوري مما يعني أن الشأن الإداري في الرائد استشعر بأهمية الدور الإداري في صنع الإنجازات وبدأ يبحث عن تنمية إدارية تتواكب مع حجم الطموح بمعنى أن الفوز يعود سببه للإدارة والخسارة تتحملها الإدارة ،لأن الإدارة هي التي تختار الجهاز التدريبي الذي يستطيع تقديم عمل يقود للفوز ، والإدارة هي التي تضع الخطط المستقبلية للمواهب وتعمل على المحافظة عليها حتى ترتقي بمستواها وتستطيع أن تعطي .. الإدارة هي التي توفر موارد مالية للنادي وهي التي تجمع أمواله من خلال البحث عن شريك استراتيجي وكذلك من اشتراكات أعضاء الشرف والجماهير وهي التي تنفقها وفق ما تراه مناسبا لدعم خططها المدرجة مسبقا .. الإدارة التي لا تستطيع جلب الأموال ولا تسجيل أفضل المواهب ولم تتعاقد مع أحسن المدربين وليس لديها حلول من أجل أن تبني قاعدة جماهيرية عريضة هي إدارة (مقصرة) ، وعلى سبيل المثال خالد البلطان رئيس الشباب يستطيع أن يفعل كل شيء في الجوانب المالية والاقتصادية للنادي ولا يجد صعوبة في هذا الأمر لكنه يعتقد أن عمله مازال (ناقصا) فلم يبني القاعدة الجماهيرية التي تحقق له النجاح المطلق على المستوى الإداري في الأندية وهو مازال يضع الحلول لتجاوز هذا الأمر ولعل فكرة استهداف النشء والاعتماد عليهم في تكوين القاعدة الجماهيرية أمر في غاية الذكاء خصوصا عندما ينجح في تغيير اللون الأساسي للفريق إلى اللون البرتقالي إضافة للونين الأبيض والأسود . إذن وباختصار (الإدارة) هي المفتاح الأساسي لصنع النجاح خصوصا في هذا الزمن ومع كل المجالات وبالذات مجالنا الرياضي ولذلك نجد أن الإنجازات تقتصر على بعض الأندية وتبتعد عن بقية الأندية هذا ما نجده عندما نتتبع العوامل التي ساهمت في صنع تلك البطولات ، في زمن الاحتراف تعتبر (الإدارة) هي النجم الأبرز لان الإنجازات سترتبط بالقيادة الإدارية والتاريخ سيذكر الإدارة الناجحة بعد أن يربطها بإنجازاتها . (دمتم بكل خير ورمضان كريم ) سلطان الزايدي [email protected]