لم تشفع الأقدمية ولا حتى الإنجازات التي توالت لاحقا على نادي الشباب أو حتى هؤلاء اللاعبين الدوليين من فئة الخمسة نجوم في حمل شيخ الأندية السعودية إلى مصاف الأندية الجماهيرية. وهنا يقفز سؤال «لماذا؟» وما سر بقاء الشيخ المتجدد بلا إعلام ولا جماهير على الرغم من هذه المسيرة الناجحة؟.. وربما يقفز أيضا سؤال.. «هل كان لجماهيرية النصر والهلال دور حيوي في خنق الشباب ومنع تمدده»؟ هنا قد نجد بعضا من الإجابة.. خالد الزيد مسؤول الاحتراف بنادي الشباب يرى أن وجود النادي في منطقة يوجد بها الهلال والنصر عامل مهم من عوامل قلة جماهيره: «أما الإعلام فعلى الرغم من تأثيره لكنه لا يصل إلى درجة كبيرة، فهناك أندية بلا إعلام ومع ذلك لها وجودها الجماهيري. ويؤكد بعين الخبير أنها لم تكن مطلبا أساسيا في مسيرة الشباب سابقا فقد كان المطلب المهم لهم هو الحضور وتحقيق البطولات التي بها ستتنامى القاعدة الجماهيرية لنادي الشباب، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال الإحصاءات الرسمية التي جاء الشباب فيها خامسا على مستوى الأندية السعودية. ويشير اللاعب السابق والإداري الحالي إلى أنهم يسعون لزيادة الجماهير عن طريق تحقيق البطولات والإنجازات، فجماهير الشباب كما يقول منتشرة في كل منطقة من مناطق المملكة وهذا يلاحظ في مباريات الفريق التي تقام خارج الرياض، لذا إن استطاع النصر والهلال منع تمددها في الرياض فليس بوسعهما منع ذلك التمدد في المناطق الأخرى». وقع في الكماشة المدرب المعروف علي كميخ مع مقولة أن لا أحد يستطيع التشكيك في نادي الشباب وأنه أحد الأضلاع المهمة في مسيرة الكرة السعودية، ولكن مشكلة النادي على حد تعبيره أنه وقع بين كماشتي الجماهيرية الطاغية للنصر والهلال اللذين كان لهما نصيب الأسد في الانتشار والشعبية وبالتالي جماهيريتهما لاستحواذهما على الإعلام على أساس أنه يبحث عن التوزيع وهذا ما لا يتوفر في الشباب الذي انحسر الإعلام عنه وعن نجومه». ويضيف «بلا شك كان لجماهيرية النصر والهلال دور كبير في خنق الشباب والحد من تمدده على الرغم من امتلاكه لسجل حافل بالبطولات والإنجازات والنجوم». ضحية النصر والهلال نائب رئيس تحرير جريدة الرياضي محمد البكيري لم يبعد كثيرا، حيث يجد أن مشكلة الشباب تكمن في أنه وقع ضحية وجود النصر والهلال في منطقته واستحواذهما على جماهير المنطقة التي تربت على إثارة ومتعة لقاءاتهما واستحواذها على حديث الشارع الرياضي لأيام فانقسمت الجماهير إلى النصر والهلال اللذين تبادلا السيطرة على البطولات زاد في ذلك اختفاء الشباب في أعوام مضت: «هنا تكمن صعوبة استحواذ الشباب على جماهير في منطقة سيطر عليها النصر والهلال تماما... ولكن قد يتمكن إذا ما استمر على ما يحققه من بطولات وحضور قوي في الساحة من الاستحواذ على جماهير يبنيها من الصفر خلال العقود المقبلة». وفي رأي الكاتب الشاب أن الإعلام يبحث عن نسب التوزيع بوجود القاعدة الجماهيرية للأندية التي تنال نصيبا كبيرا من الاهتمام، وهذا ما لم يتوفر في الشباب الذي لا تزال تركيبته غير محفزة للوجود الإعلامي على الرغم مما حققه من إنجازات ظلت حبيسة لجماهيرية النصر والهلال التي أسهمت في منع تمدد الشباب. الميول متوارث صالح الداوود لاعب نادي الشباب سابقا والكاتب الرياضي حاليا كان في قمة استغرابه: « بصراحة شيء يستغرب له فعلى الرغم من الكم الهائل من البطولات التي حققها النادي ووجود النجوم به إلا أن الليث لا يزال بلا جماهير تواكب ما حققه، صحيح جماهير الشباب في تزايد في الأعوام الأخيرة ولكن ذلك يتم ببطء فتسببت قلة الجماهير في بعده عن الإعلام الذي يهمه نسب التوزيع والأرباح المادية، وهذا ما لم يجده في الشباب ووجده في الهلال والنصر، حيث بقيت الأجيال تتوارث الميول وهذا ما ساعدهما على التمسك بجماهيريتهما»، ويرى الداوود أن جماهيرية الشباب تنتشر خارج مدينة الرياض أكثر منها داخله. ويزيد أن وجود الهلال والنصر وجماهيريتهما الكبيرة عامل مهم في منع تمدد الشباب الجماهيري. جماهير من منازلهم فؤاد أنور القائد السابق لفريق الشباب والمنتخب السعودي الذي يمارس التدريب حاليا يرى أن الجماهير لا تأتي بين عشية وضحاها وإنما بما يحققه النادي من بطولات وإنجازات خاصة في مدينة يوجد بها أندية عملاقة كالنصر والهلال، ولكن منذ عام 1411 وحتى الآن زادت جماهير الشباب خصوصا من شريحة الأجيال الصاعدة التي مالت له لما حققه من بطولات: «صحيح أنها لا تقارن بجماهير النصر والهلال ولكن تظل مشكلة الجماهير الشبابية أنها لا تحضر للملعب إلا في مباريات مهمة بعكس جماهير الهلال والنصر التي تجدها في كل مباراة، ومع الاستمرار في تحقيق البطولات التي تبحث عنها الجماهير سيرتفع عددها وسيزيد تمددها حتى في ظل وجود الناديين الكبيرين». ناد لا يسوق نجم دولي سابق في فريق الشباب طلب عدم ذكر اسمه يرى من الصعوبة بمكان تحديد أسباب بقاء الشباب دون جماهير حقيقية وهو الذي ظل يعاني وجود قاعدة جماهيرية ثانوية باعتباره النادي الثاني لجماهير الأندية الأخرى في اللقاءات التنافسية، وربما أن العائق في شح جماهيره على حد رأي اللاعب هو عدم وجود مساحة إعلامية تسهم في انتشاره، باعتبار أن الإعلام بضاعة يهمه التسويق بالدرجة الأولى: « للأسف هذا لا يتوفر فيه على الرغم مما حققه من بطولات، وذلك لوجود الهلال والنصر في منطقته مع مرور الشباب بمنعطفات خطرة في أعوام مضت أدت لانحسار شعبيته». ويتفق تماما مع من ذهب إلى أن لجماهيرية النصر والهلال والدعم الإعلامي لهما، بالإضافة إلى عاطفتنا كسعوديين بالتدخل في أدق أمور أبنائنا ومنها الميول الرياضية دورا في تمدد شعبيتهما وقلة جماهيرية الشباب .