أجد نفسي في صف الكتاب الصحفيين الذين يؤيدون نظام (ساهر) ليس لأنني مع الغرامات والغرامات المضاعفة، ولكن لأن الواقع أثبت أن العديد من قائدي المركبات «يخافون ولكنهم لا يستحون!» وما بين القوسين ترجمة بالفصحى لمثل مصري معروف، ولأن ما قاله مدير مرور المدينةالمنورة العقيد سراج كمال صحيح عندما صرح لإحدى الصحف بأن ما حققه نظام ساهر من انضباط مروري نسبي عجزت عن تحقيقه جميع حملات التوعية وأسابيع المرور على مدى ربع قرن، «ومن عندي» بل وعلى مدى نصف قرن! وإذا كانت جباية الأموال حسب تسمية معارضي (ساهر) مؤلمة، فإن جباية الأرواح حسب وصف الكاتب القدير خالد السليمان أشد وأنكى؛ لأن فقدان الأرواح والإصابات القاتلة الناتجة عن الاستهتار بقواعد وأنظمة المرور هي التي ينبغي أن تجعلنا نتألم ونتحسر أكثر من ألمنا من دفع مئات الريالات لساهر وشركاه، «ومن العجائب والعجائب جمة» أن معظم الذين يعارضون الأنظمة والقوانين الجديدة يرفعون راية اليتامى والفقراء والعجزة والمساكين والأرا مل لجعل مناحتهم مسموعة ومؤثرة، حتى الذين يعارضون مسارات المشاريع التطويرية والاستثمارية يرفعون تلك الراية، بل إن القائمين على بعض المشاريع الاستثمارية المنتفعين منها يستخدمون الشعار نفسه للدعاية لأنفسهم ولمشروعهم بأنه جاء لخدمة الأرامل والمساكين.. إلى آخر القائمة، لذلك فإن الذين تذمروا من عقوبات ساهر رفعوا راية الضعفاء الذين سوف تهز أجورهم الشهرية الصغيرة أو تأتي عليها قسائم ساهر، وأخذوا يتباكون على ذلك الفقير المسكين الذي قطع الإشارة أو سار بسرعة جنونية أو ارتكب مخالفة مرورية خطيرة، فكان ساهر له بالمرصاد.. كيف لمثله تسديد القسائم وكيف يشتري لأطفاله الرضع الحليب والسيرلاك وللفحول منهم التميس والفول؟!. أما ما يفقده الوطن يوميا من شبان وأسر كاملة نتيجة التصرفات الطائشة الرعناء، فإن أولئك الضحايا لا بواكي لهم! إن نظام ساهر ليس كامل الأوصاف ومراجعته وتطويره وضبطه وإلغاء مضاعفة قيمة القسائم وإيجاد وسائل أخرى لتحفيز المخالفين على تسديد القسائم وجميع ملاحظات التطبيق كل ذلك وغيره أمر ضروري لا بد منه، أما القول بإلغاء ووقف النظام فإنه لا يقول به عاقل رشيد ولو كان اسمه عبدالحميد؟!