عضو مجلس الشورى الصديق الدكتور طلال بكري أرسل لي رسالة عتب لم تخل من الغضب، بسبب تعليقي في إحدى محطات الخميس الأخيرة على دعوته لإيقاف نظام «ساهر»، أنشرها حرفيا حسب رغبته: «أخي أبا فيصل إن كنت تعتقد أنني طالبت بإيقاف ساهر لمجرد الإيقاف وليس لإكمال بناه التحتية وتعسفه في معاملة المواطنين الذين يذبحون من الوريد للوريد دون أن يكون لهم الحق حتى في معرفة كيف ومتى وأين تمت المخالفة فتلك مصيبة، وأما تشكيكك في أخيك وأنت تعرفه حق المعرفة وتعرف مدى أهليته فهذا ما يجعل مصيبتي فيك أعظم.. أعلم أبا فيصل أن لديك من الشجاعة ما يكفيك لوضع ردي هذا في ذات المكان الذي اتهمتني فيه بعدم أهليتي للأمانة»!! طبعا من الضروري بداية أن أوضح أن للدكتور طلال بكري في نفسي مكانة عزيزة، وبكل تأكيد لم أكن أشكك في أهليته، فكل ما كتبته هو: «أن تأتي مطالب إيقاف نظام ساهر من الكتاب المثقفين فتلك مصيبة، لكن أن يأتي الطلب من عضو في مجلس الشورى مؤتمن على مسؤوليته تجاه المجتمع فالمصيبة أعظم وأعظم»، ولا أظن أن في تعليقي هذا تشكيكا في الأهلية أو انتقاصا من المسؤولية، بل على العكس فيه عزف على وتر عظمها!! لكن، دعنا نحتكم للعقل يا دكتور طلال لا لعاطفة الجمهور، هل تظن فعلا أن استمرار نظام ساهر على سلبياته ونواقصه التي يمكن معالجتها دون إيقافه يمكن أن تكون أهون من استمرار محترفي السرعة الجنونية وقطع الإشارات المرورية في حصد أرواح الأبرياء؟! ألا توافقني، وكلانا يعيش في مدينة تعصف بها المخالفات المرورية، أننا لأول مرة بفضل «ساهر» أصبحنا ننعم بالسلام في بعض طرقاتنا، ولم يعد أحد يجرؤ على قطع الإشارات في التقاطعات التي انتصبت فيها كاميرات «ساهر»؟! ألم يثبت «ساهر» فاعليته في خفض عدد الحوادث المرورية ونسب ضحاياها؟! ثم لماذا تريدنا أن نتعاطف مع مرتكبي المخالفات باسم القانون، ولا نتعاطف مع ضحاياهم الذين ذهبوا ضحية انتهاك القانون؟! فإذا كان بعض هواة السرعة وقطع الإشارات وحصد أرواح الأبرياء يظنون أن «ساهر» لجباية الأموال، فإن شر جباية «الأموال» أهون كثيرا من شر جباية «الأرواح»؟! ثم، ما الحاجة للاختلاف حول «ساهر»، في حين أن المعادلة بسيطة جدا وفي متناول الجميع، لا تخالف الأنظمة المرورية ولن يزعجك «ساهر» أبدا!!