أتمنى ألا تكون «عالمية» قطار المشاعر مثل «عالمية» نادي النصر حتى لا يكون حال ركاب الأول كحال جماهير الثاني.. المعاناة!! فوكيل وزارة الشؤون البلدية رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية الدكتور حبيب زين العابدين، يملك إصرارا عجيبا على وضع قطاره في مصاف أحدث وأجمل وأفضل القطارات العالمية، ويبدو أن صور قطارات مدن العالم قد نضبت منه فخرج علينا في مؤتمره الصحافي الأخير بإطلاق اللقب العالمي على قطار المشاعر!!. الدكتور زين العابدين ما زال يحضر عند الحديث عن مواصفات ومظهر القطار ويتوارى تماما عند الحديث عن تكلفته، فالناس لم يحيرها المظهر بقدر ما حيرتها التكلفة المعلنة قياسا بالمظهر، والشركة الصينية المنفذة بدأت تشيع في أوساط الأعمال أن خسائرها في المشروع تجاوزت 50 في المائة من قيمته، ورغم ذلك نجدها ماضية في تنفيذه رغم الخسارة الثقيلة وكأنها تعوض على المشروع من كيسها الخاص، وبكل تأكيد لا توجد شركة تستمر في تنفيذ مشروع لا تربح منه؛ ناهيك أن تتحمل فارق كلفته، لذلك آمل ألا تكون إشاعة الخسارة مجرد محاولة لقطع الطريق على الحديث عن التكلفة الباهظة!! أعود للدكتور حبيب زين العابدين الذي أنكر أن يكون قطار المشاعر بمستوى (أتوبيس مناحي) كما أصبح يطلق عليه في منتديات الإنترنت أخيرا؛ لأهمس في أذنه مرة أخرى أن الجدل لا يتعلق بمواصفات القطار بقدر ما يتعلق بتكلفته قياسا بحجم المشروع ومواصفاته، كما أن أي عاقل لن يصدق أن المشروع سيوفر 1600 فرصة عمل دائمة لقطار يعمل خمسة أيام في السنة لمسافة 20 كم!! المشروع -يا سيدي الدكتور الحبيب- لا شك مهم وحيوي وضروري وسيخدم الغاية التي أنشئ من أجلها، لكن مشكلتنا أنك تصر في كل مرة على اصطحابنا في رحلة بالقطار إلى غير الوجهة التي نريدها!!. [email protected]