عندما صدر قرار بعثتك أنت أيها الطالب المبتعث.كم أسعدك صدور ذلك القرار. علمت أنك مبتعث إلى هنا وعلمت بتلك الجامعة التي سوف تلتحق بها وعلمت مجال تخصصك وفرحت كثيراً لأنك تعلم أن الأهل والأصدقاء وجميع من حولك قد علموا بذلك . إلا أن هذه الفرحة لن تدوم طويلاً لأنك علمت بالكثير من المهم ولكنك لم تعلم بالقليل من الأهم.لم تعلم أن ذلك القرار الذي تباهيت وتتباهى به ما هو إلا تذكرة أحادية الإتجاه أقلتك من هناك إلى هنا. والآن بات يتوجب عليك أن تؤكد حجز مقعدك مجدداً. حيث أنني أعلم بأنك لا علم لك أن حجز مقعدك لم يؤكد حتى الآن. وربما أدهشك ما قرأت. ولكن لا تندهش. فمقعدك الجامعي ليس بالشيء الكافئ والمهم. إذ أن هناك مقعد آخر هو الأهم. إنه مقعدك على متن طائرة النجاح. نعم طائرة النجاح هي التي سوف تقلك عالياً في سماء الانجازات لكي تحلق بلا حدود ولا قيود. وهذه الطائرة لن يسمح طاقمها بأن تكون على متنها ، ولن يعمل بذلك القرار الذي منحت إيّاه لكي تبتعث. ولتخطي هذه العقبة ولضمان ذلك المقعد فإنك بحاجة إلى أن تصدر لنفسك قراراً آخر جديد ولكن ليس من الجهة السابقة نفسها التي منحتك ما سبق. إذ أنه سيكون صادر من الإرادة الصادقة ، والعزيمة المصاحبة ، والتطلع للأبعد. فإن إرادتك الصادقة مع نفسك بما جئت من أجله وعزيمتك المصاحبة لتحدي المغريات والفتن المحيطة بك في المجتمع المغاير لمجتمعك وتطلعك للأبعد لتحقيق ما هو أسعد في حياتك.كل أولئك الجهات التي أُصدر قرارك منها سوف تكون الكفيلة بأن يكون لك مقعد على متن تلك الطائرة التي لا يسمح بأن يكون على متنها سوى من تميز باتخاذه قرار ذاته بأن يكون مستعداً أن يتصدى لجميع التغيرات والتحديات التي باتت تتربص له في طريق نجاحه. تحديات الحياة اليومية المصاحبة في مجتمع لم نعتاد عليه وتحديات سوف تتخلل المرحلة الدراسية وتحديات سوف تعقب مرحلة التخرج والكثير من التحديات المستقبلية القادمة. فهل ستبقى على نفس مقعدك الدراسي أم أنك ستعد العدة جيداً لتكون على أحد مقاعد طائرة النجاح وبالقرب من ومع طاقمها القياديّ المميز. بالتأكيد ومما لاشك فيه أنك تبحث عن ذلك التميز وتتطلع لذلك المقعد المنتظر. لذا بادر ودع ذاتك تصدر قرارها قبل أن تبادرك التحديات نفسها. فعندما تبادر بإتخاذك ذلك القرار حينها سوف تعلم أنك مبتعث ويحق لك أن تتباهى بتلك البعثة أمام الأهل والأصدقاء وجميع من حولك ممن يهمه أمر نجاحك. وأمام نفسك التي سوف تكون شاهدةً لك إن عملت بقرارها المعطى وشاهدةً عليك إن اكتفيت بقرار بعثتك. لأنها النفس وليس غيرها التي ستأخذ بك إلى هناك. حيث سلّم الصعود إلى تلك الطائره للجلوس على مقعد النجاح وبالقرب من ومع طاقم القيادة . وبالقرب من أولئك القادة الذين حجزوا لأنفسهم تلك المقاعد المميزة التي ميزتهم عن غيرهم .