ارفع عدد اللاعبين من 11 لاعبا إلى عشرين وضعهم في علبة، واكتب عليها: سبب رئيسي لأمراض القلب والشرايين والوفاة. لم يعد هناك فرق، فالسموم واحدة، سواء دخنت النصر أو شجعت السجائر. المشكلة من ابتلي بالاثنتين، هذا كمن يحمل حياته على كفه ويسعى: ألا موتا يباع فأشتريه. تاريخ النصر والنصر تاريخ، لا يهم من أعطى الآخر، المهم أن هناك من تلاعب بالحاضر، فطمس المستقبل وكتب عليه: “للت/ نكيل”. أحدهم صرخ من أعلى المدرج: أخرجوا حسين عبدالغني من شعار جزيرة العرب، فالأهلي عاد للبطولات من بعده. مشجع من جيل الثمانينات بكى على أغنية فهد بن سعيد “حيوا معاي النصر” ومشجع من جيل الألفين يرقص على أغنية راشد الماجد “الهمة الهمة”. الأول يعرف معنى أن تكون صديقا للمنصات والثاني يكتفي بالنشوة مع صوت راشد، لأنه سيبحث عن ناد آخر متى ما سنحت الفرصة. أجيال النصر تتناقص/ تنحسر/ تنقرض، فمن يلبس قميص ميسي ويستمتع بأهزوجة البارسا، لن يجد لذائقته مكانا في دوري زين، فما بالك بالنصر. المدرج ممتلئ، هذا صحيح، لكن المدارس لم يعد بها طالبا يلبس قميصا أصفر وأزرق بالرقم 9، ولو فعل ذلك لأصبح قميصه سبورة للتندر. جمهور النصر – الحالي – تورط بالوفاء – المالح – وبين الطعمين أصبح وجبة “مطبق” في زمن الهمبرجر والاستيك واللازانيا. لا أحد يعرف ما الذي يحدث داخل النادي، لكن الكل يعرف ما يحدث خارجه، إذن الداخل مفقود والخارج أيضا مفقود وبشهادة “أربعة”. أيها النصراوي العظيم، اجلس مكانك في نفس المقهى الذي اعتدت الخروج منه مخذولا، ودخن ثم دخن حتى تحرق العلبة. واكتب على الطاولة “نصراوي مر من هنا” فلربما تكون الأخير، وتوضع الطاولة في متحف!