يغني الراحل طلال مداح «تسعه وعشرين عام ضاعت وسط الزحام»، واليوم يردد الأغنية نفسها كل متابع لحال المنتخب السعودي الذي يعاني من صوم هجوم منتخب بلاده عن التهديف منذ نهائي آسيا الشهير الذي كسبه الأخضر أمام منتخب الصين بهدفين دون رد. واليوم كل المعطيات التاريخية الموثقة والتي يمكن استدعاؤها من الذاكرة دون حاجة لاستفتاء مراكز المعلومات، تجبر لسان حال الواقع الراهن على استعارة أغنية شهيرة كان يترنم بها سيد حراس آسيا عبد الله الدعيع قبل نحو 29 عاما، هي «يا سارية خبريني» لطرح سؤال بريء: متى يفطر هجوم الأخضر؟ يرن الهاتف بحثا عن الجواب، فيرفع السماعة المدرب الوطني خليل الزياني الذي قال إنه يعاني من ألم الأسنان، معتبرا هذا الألم عذرا يعفيه من الإجابة. لكن بعد تذكيره بأهزوجة الجماهير «حيوا الزياني حيوه»، تحامل على الألم، وأبدى تجاوبا مع اتصال «عكاظ» ظهر أمس، ليقر بعقم هجوم الأخضر الذي لم يعرف طريق شباك أي من خصومه في المباريات النهائية التي لعبها في كأس آسيا. يعترف الزياني بأن الهجوم صام فعلا منذ تسحر على آخر هدفين سجلهما شايع النفيسة وماجد عبد الله في نهائي 1984، وتحديدا منذ تمريرة محمد عبد الجواد وتكسير «طقم الصين كله». شايع النفيسة الذي شارك في وليمة سحور ما قبل الصوم عن التهديف، يعتقد أن ندرة وجود صناع اللعب هي المسؤولة عن عقم الهجوم، بدليل أن السهم الملتهب يقصد ماجد عبد الله كان ضمن الصائمين، رغم وجوده في نهائي 1988 الذي آل إلى ركلات الترجيح. والمعروف أن المنتخب السعودي لعب على نهائي آسيا ست مرات، هي: 1984، 1988، 1992، 1996، 2000، و2007، ولم يسجل سوى هدفي شايع وماجد. ذهب جيل الثمانينيات، وأفل نجوم التسعينيات، وانتهت صفحة العقد الأول من الألفية، لكن صوم المهاجمين عن التهديف في المباريات النهائية وما في حكمها من حيث الأهمية لا يزال ساريا. عبد الله الدعيع يسأل السارية، لكنه لم يجد الجواب، فيما تترقب الجماهير إطلالة الكاسر ياسر القحطاني ورفيق دربه الصقر نايف هزازي اليوم أمام المنتخب التايلاندي، متناسية أن آخر مرة عرف فيها هذا الثنائي طريق الشباك كان قبل أكثر من عامين، فكلاهما سجل آخر زيارة للشباك في الربع الثالث من عام 2009. وهنا يقول شريك في صناعة أول فرحة بأول بطولة للمنتخب رغب عدم ذكر اسمه إن السر في الفارق بين صناع اللعب «فهد المصيبيح، يوسف خميس، صالح خليفة، وعد واغلط»، وصناع اللعب الحاليين «نور راح ونور جاء، ومزاج أبناء عطيف»، فضلا عن الاستمرار في شحن المهاجمين بالطاقة السلبية عبر ذنوب غيرهم. ودعاهم إلى «شحن أنفسهم بالطاقة الإيجابية».