ناشد صيادو فرضة السفانية الجهات المسؤولة التدخل، وإيقاف هدم مباني الصيادين المصنوعة من الأخشاب «الصنادق»، والحد من الخسائر التي تكبدها الصيادون بعد أن قامت جهات مسؤولة بإزالة بيوت الصيادين قبل أربعة أيام، بعد إمهالهم فرصة سبعة أيام لتصحيح أوضاعهم من دون إيجاد بديل لمقرهم، الذي تمت إزالة أجزاء منه، وستتم إزالة المتبقي بعد 72 ساعة. وزارت «الشرق» فرضة السفانية، أمس، وحاورت الصيادين وأخذت رأي الجهات المعنية بالإزالة وأسبابها، فيما طالب الصيادون بالالتفات إليهم وتعويض خسائرهم. نطالب بحفظ حقوق الصيادين وأوضح الصياد عبدالعزيز فهد العنزي ل»الشرق» أنه قدم بعد يومين من الإزالة، ليشاهد إقلاب حال الفرضة، ولحق التخريب بسكنهم الخاص بالصيد وشباك الصيد التي كلفته مبلغ 55 ألف ريال، إضافة لسرقة بعض شباك الصيد ومواد التموين. وأضاف أن «الصيادين يقدمون للوطن ثروة من ثرواته، فلا مصدر دخل لدينا سوى صيد البحر، وبلغت خسائرنا من التلفيات ما يقارب سبعين ألف ريال، مبيناً أن صيادي فرضة السفانية يزودون سوق السمك في القطيف بنحو 30% من الأسماك. وقال شيخ الصيادين محمد علي آل سعيد (62 عاماً) والمالك لأكبر المساكن في فرضة السفانية: «عشت في السفانية أصيد السمك والربيان لمدة أربعين عاماً، لم أخرج منها»، مبيناً «أنها تضم 28 صياداً سعودياً وأكثر من 130 عاملاً أجنبياً، ولم أعرف مسكناً غيرها، واليوم أنا وعمالي مضطرون لمغادرتها والبحث عن مسكن آخر قبل انتهاء المهلة، التي حددتها البلدية»، موضحاً أن أسعار البانة «الثلاجة»، كانت ب160 ريالاً، وارتفعت بعد الإزلة إلى ستمائة ريال. وبيّن آل سعيد أن «عمال البلدية حطموا أكثر من ثلاثين مسكناً، وأعطوا المساكن الأخرى مهلة جديدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع لإخلاء المكان، وأخبرونا بأن البلدية تعمل على إيجاد موقع لنا، ولكننا للآن لم نعرف أين هذا الموقع، وإلى أين نتجه بعمالنا وصناديقنا الكبيرة، وجميع معداتنا البحرية ملقاة على الأرض، ونحن محتارون أين نذهب بها، كما أننا وأثناء بحثنا عن مسكن آخر قيل لنا إنه من الصعب إسكان عمال عزاب في الأحياء المكتضة بالأهالي، كما يرفض الآخرون روائح الأسماك وفوضى الصيادين وقت إنزال السمك وفرزه»، لافتاً إلى أن مسافة سكنهم في الفرضة تبعد عن الساحل أقل من مائتي متر فقط. أقدم فرضة وقال الناشط البيئي وعضو جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية داود سعيد ل»الشرق»: «تعدّ فرضة السفانية التي تبحر منها قوارب الصيد من أقدم المواقع التي عرفها صيادو القطيف وصفوى بأكثر من أربعين عاماً، وقبل أن تكون منطقة سكنية معروفة، ومخططة من قبل البلدية، وهناك اكتشفوا أنها أغنى مباحر إنتاج الربيان وأجود أنواع الأسماك لعمقها كالكنعد، وخوفع، والشعري، والقرقفان، والعريضي، قبل أن توجد المراكب الحديثة (الطرادات)، وبقوا فيها أياماً طويلة تقارب الشهر يصطادون من خيراتها»، موضحاً أن الفترة الزمنية التي يقضيها الصيادون في الصيد، خاصة في أيام فسح الربيان كانت تتطلب منه إنشاء منزل يؤويه ويحفظ عتاد صيده، لهذا نصب الصياد قديماً في السفانية أول خيامه هناك. وطالبت جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية بلدية الخفجي بالمسارعة في تحديد موقع سكن الصيادين في «فرضة السفانية» الذي وعدت به، وتتوافر فيه جميع الخدمات وفقاً لمخططات البلدية الحديثة من نظافة واتساع الأراضي، ومواقف للسيارات والمراكب، حتى يستطيع الصيادون استخدام الموقع، أو إعطاء الصيادين حرية بناء مساكنهم الجديدة في الموقع الذي تختاره. حرس الحدود بريء .. والأمانة تطلب وقتاً للرد وفي اتصال هاتفي صرح الناطق الإعلامي بحرس الحدود العقيد خالد العرقوبي بأن ما حدث من إزالة للمباني في فرضة السفانية لا يخص حرس الحدود إطلاقاً، ولم نتدخل فيما حصل، مفيداً بأن الفرضة تبعد عن موقع حرس الحدود خمسة كيلومترات. ووعد الناطق الإعلامي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان بالرد على الموضوع وحيثياته بعد معرفة التفاصيل في وقت لاحق. أنقاض بيوت الصيادين بعد جرفها (تصوير: المحرر)