طالب أولياء أمور في الأحساء، بضرورة إلغاء المقاصف المدرسية وتحويلها إلى كافتريات تعمل بطاقم يرأسه مشرفو ومشرفات تغذية مؤهلون، تحت إشراف وزارة الصحة لتحديد الاحتياجات الغذائية فيها، وضمان نظافتها وجودتها، مستشهدين بنجاح التجربة اليابانية في هذا المجال، كما أكد اختصاصيو تغذية على أهمية الغذاء الصحي المقدم في المدارس كونه جزءاً من غذاء الطلاب الذين يمرون بمراحل نمو متفاوتة، يشكل الغذاء الصحي فيه العنصر الأكثر أهمية في عملية النمو. حيث أكد عبدالعزيز الحميدي أحد أولياء الأمور أنه على الرغم من المحاولات والمطالبات بتحسين وضع المقاصف المدرسية، لا تزال معاناة الطلاب من وجبات المقاصف المدرسية مستمرة، فهي تفتقر للتنوع ولجودة التخزين، كما أنها غير كافية للطلاب، ومما يزيد الأمر سوءاً الطريقة غير المنظمة في عملية البيع، فنجد نوافذ بيع معدودة لا تتوافق مع عدد الطلاب في المدرسة، ولا مع الوقت القصير للفسحة المدرسية التي لا تتجاوز ربع ساعة، وفوق كل هذا تمنع بعض الإدارات المدرسية الطلاب من إحضار الطعام من المنزل. وأضاف عبدالله الفهيد أن سياسة التعاقد مع شركات الأغذية لا تزال متدنية، وما زالت النظرة للمقصف المدرسي سطحية تعتمد على سد الفراغ وإشباع الطالب دون الاهتمام بنوعية الغذاء الذي يحتاجه الطالب في المراحل العمرية، بدلاً من أن تلعب المدرسة دورها الإرشادي والتطبيقي مع الطالب حول أهمية الغذاء الصحي للنمو الجسدي والعقلي، الذي هو جزء من دورها التربوي حيال الطلاب، وضرب المثل بتجربة الوجبة الغذائية المجانية التي كانت توزع على الطلاب في عهد الملك خالد رحمه الله، التي لم تستمر سوى خمس سنوات تقريباً، حيث كانت وجبة برنامج التغذية المدرسية لا تقتصر على مجانية الوجبة وتوزيعها على الفصول فحسب، بل إن تنوع مكونات الوجبة وجودتها العالية كانت أهم سماتها، خاصة أنها تعد بواسطة شركات رائدة في صناعة الأطعمة. وأشار مبارك السعد ولي أمر آخر إلى ضرورة إلغاء المقاصف المدرسية بشكل نهائي وتحويلها إلى كافتريات يشرف عليها مشرفو تغذية يقدمون طعاماً مطهياً طازجاً وصحياً، يتوافق والاشتراطات الصحية وحاجة الطلاب الغذائية، تحت إشراف وزارة الصحة لتحديد الاحتياجات الغذائية فيها، وضمان نظافتها وجودتها، ويستشهد السعد بالتجربة اليابانية، حيث لا يوجد مقاصف في المدارس اليابانية، ولكن يوجد مطبخ به أستاذة تغذية وعدد من الطاهيات يقدمن للتلاميذ وجبات مطهية طازجة تُطهى يوميًا في المدرسة، كما ناشد الوزارة بتحديد نصف ساعة يومياً للفسحة المدرسية، لأن تناول الطعام بشكل صحي يحتاج لوقت كافٍ، كما ينبغي مراعاة الوقت الذي يستهلكه الطلاب للحصول على الوجبة. ويوافق عدد كبير من أولياء الأمور السعد في رأيه مطالبين بكافتريات في المدارس تعمل تحت إشراف وزارة الصحة وبطاقم مؤهل يشرفون على تعيينه بالتعاون مع وزارة التعليم، بالإضافة لضرورة تعديل وقت الفسحة المدرسية، كما طالبوا بتشديد الرقابة على المقاصف من قبل الجهات المختصة، واستمرار القيام بعمليات التفتيش المفاجئة على المقاصف المدرسية. من جانبها، أكدت اختصاصية التغذية زهرة الحسين في أن طلاب وطالبات المدارس بحاجة إلى إرشاد واهتمام فيما يتعلق بالغذاء الصحي، كونهم يمرون بمرحلة نمو سريعة، والغذاء الصحي يساعد على إتمام عملية النمو وزيادة النشاط لدى الطلاب، مشيرة إلى أن المقاصف في المدارس عليها أن تلعب دوراً مهماً في تغذية الطلاب، وتحويل المقاصف إلى كافتريات يتم فيها إعداد الطعام وفقاً للاشتراطات الصحية، سيساعد على حماية الأغذية التي يستهلكها الطلاب من التلوث بالميكروبات وبالتالي حمايتهم من الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء.