علمت «الشرق«أن حقوقي يشغل منصب نائب رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان التابعة للجامعة العربية، ورئيس لجنة المعتقلين وحقوق الإنسان ببعثة الجامعة العربية لسوريا، خرج عن صمته، وتصدى لتقارير رئيس بعثة المراقبين محمد مصطفى الدابّي، مُنتقداً خلوها “انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان”. وكشفت مصادر خاصة ل «الشرق«أن الدكتور هادي اليامي، خاطب أمس ممثلي سبع دول عربية في الجامعة، وطالب باجتماعٍ طارئ، لبحث مشاركة اللجنة في البعثة العربية بسوريا على ضوء تقارير المقدمة من رئيس البعثة للجامعة العربية. وتُشير توقعات مصادر «الشرق«أن اعتراضاً وشيكاً سيُبديه المنتسبون للجنة، حول خلو تقرير الدابّي من انتهاكات حقوق الإنسان التي تم رصدها في سوريا، مع تأكيداتٍ حول تقديم اللجنة تقريراً مُفصلاً حول ذلك، ويقدم ما شهدته اللجنة من تجاوزات وممارسات النظام بحق الشعب. وأكدت المعلومات التي حصلت عليها «الشرق«أن اللجنة اجتمعت مساء أمس، لاتخاذ موقفٍ مناسب لكشف الحقيقة، وخضع تقرير الدابّي لتمحيصٍ مُستفيض، وصدر بيان تفصيلي، يكشف فيه ملاحظات وتحفظات اللجنة على تقرير رئيس البعثة. ويبدو خروج لجنة المعتقلين وحقوق الإنسان عن صمتها، سيعيد الأمور إلى نصابها وكشف ما يجري في سوريا على حقيقته، وتسليط الضوء بالأدلة على تضليلٍ بدأه النظام السوري بالتجاوزات السافرة لمؤسسته العسكرية، وانتهى بمراوغات رئيس البعثة الدابي ومحاولاته التغطية على جرائم النظام، وهو انتهاك مدعوم بالتضليل لحقوق الإنسان. وعلى الرغم من ظهور الدابّي، مرتديا قناعاً لم يكُن مُقنعاً مع بداية تشكيل البعثة، ومحاولاً تفنيد ما تشهده سوريا من حقيقةٍ حول الانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد، وراء فرضية كون “البعثة العربية تم تشكيلها من أجل القيام بعمل رقابي، ولا يدخل ضمن مهامها إيقاف حمّام الدم”، وتجاهل تأكيداته المتواصلة بسحب النظام السوري لآلياته العسكرية من المدن السورية تارة، وتارةً أخرى بتكراره مُصطلح حمّام الدم، الذي يُمثل اعترافاً ضمنياً بتجاوزات النظام التي فندها في أكثر من مناسبة، وتأكيده على توقف آلة القتل، ليعود مُجدداً ليُناقض ما جاء على لسانه. ويتأكد من التفاصيل الجديدة، انتهاج الدابي مناورات لم يُجد حبكها في نهاية المطاف، كان آخرها حديثه من داخل الجامعة العربية حول عدم رغبته بالرد على ما وصفها ب”مزاعم تتمحور حول تغطيته على جرائم دارفور”، لكن سُرعان ما كانت الحقيقة أقرب، بالرغم من المناورات والمراوغات التي لوحظت عليه أمام كاميرات الإعلام. وكانت «الشرق«نقلت تسريبات من مصادر عربية في القاهرة أمس، حول تضمن أحد تقارير رئيس البعثة العربية محمد الدابّي، حيث شبّه مراوغاتٍ النظام ب”لعبة القط والفأر” في إشارةٍ منه إلى عدم التزام النظام السوري بالبروتوكول العربي الذي وقع عليه.