يتصدر الفريق الركن محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا وسائل الإعلام العربية والعالمية منذ منتصف نوفمبر من العام المنصرم بعد تكليفه برئاسة بعثة مراقبى الجامعة العربية في سوريا، وجاءت تصريحاته بعد أن وطأت أقدامه أرض سوريا صادمة للرأى العام العربي والعالمي حيث قالت وكالة رويترز على لسانه: الوضع يبدو مرضياً، وكل الأطراف تتجاوب معنا، لم نر شيئاً مخيفاً، قال ذلك فيما كان العالم يرى مئات القتلى من المتظاهرين السلميين يسقطون برصاص القوات السورية والشبيحة. تصريحات الدابي الصادمة، دفعت الجامعة العربية إلى محاولة التصحيح وتدارك الخطأ، لكنها لم تمنع وسائل الإعلام من البحث في تاريخ الدابي الذي يوصف حسب ما جاء على لسان الكاتب السوداني الدكتور علي حمد إبراهيم «جنرال البشير الوفي» وأنه شخصية مختلف عليها بين أبناء السودان لدوره السلبي تجاه حقوق الإنسان في مأساة دارفور منذ اندلاعها فى عام 2003 وحتى فصلها الأخير فى منتدى الدوحة، وينسب للدابي مسؤولية إنشاء مليشيات الجنجويد وتولى تسليحها، ولعب دوراً مهماً في الأزمة السودانية منذ توليه منصب مدير المخابرات السودانية بعد وصول الإنقاذ للسلطة في السودان عام 1989، ثم دوره في الحرب في جنوب السودان حيث تولى رئاسة أركان القوات المسلحة السودانية، وممثلاً للبشير فى دارفور وبعدها سفيرا للسودان في قطر حتى عام 2004، ثم عاد للسودان ليتولى مهمة منسق الترتيبات الأمنية في دارفور، ومن بعدها رئيسا للحملة الوطنية المناهضة لقرار مجلس الأمن 1591 والذى فرض عقوبات على السودان واتهام مسؤولين بارتكاب جرائم في دار فور، وكان الدابي نفسه متهما ضمن قائمة الخمسين التي جرى التحقيق فيها من قبل قاضي تحقيق سوداني رفيع المستوى..، واختتم حياته بالعمل بالخارجية السودانية سفيرا فوق العادة قبل اختيارة لرئاسة بعثة مراقبى الجامعة العربية في سوريا. وألقت حملة تشكيك في قدرة الدابي على اعداد تقرير بحيادية، بشكوك كثيفة على مستقبل التقرير الذي سوف تصدره الجامعة العربية بشأن انتهاكات النظام السوري، ما دفع مجلة فورين بولسي الأمريكية إلى وصف الدابي بأنه «أسوأ مراقب لحقوق الإنسان» بينما انتقدت منظمة العفو الدولية اختيار الدابي رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية لكونه ينتمي إلى المؤسسة العسكرية السودانية المتهمة بانتهاك حقوق الإنسان في دارفور ومناطق كثيرة بالسودان، وأن رأسها «البشير» متهم من جانب الجنائية الدولية في جرائم حقوق الإنسان في دافور مما يجعل الدابي منحازا للرئيس السوري بشار الأسد بقدر انحيازه للبشير. وتقول صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن الدابي سيكون عنصرًا رئيسيًا لأي فشل لبعثة مراقبي الجامعة العربية، فيما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية «الدابي صداع في رأسنا»، ولكن «علينا أن ننتظر تقريره لنرى حياده ومهنيته».