تجري عدة شركات طيران مفاوضات مع هيئة الطيران المدني لتشغيل رحلات دولية مباشرة من مطار الأحساء فور انتهاء استكمال المتطلبات التي تخولها بتسيير رحلاتها، يأتي ذلك بعد أن حصلت شركة طيران العربية، الأسبوع الماضي، على موافقة الهيئة بتسيير رحلة يومياً من مطار الأحساء إلى مطار الشارقة، طبقاً لمصادر ل «الشرق» من بينها الخطوط القطرية، طيران الخليج وفلاي دبي. من جهته قال رئيس غرفة الأحساء صالح العفالق أن تسيير الرحلات من مطار الأحساء مروراً بالشارقة سيجعلها همزة وصل بين الأحساء وشرق آسيا والعالم من خلال الرحلات اليومية التي سيسيرها طيران العربية، وأشار إلى أن الأحساء تعتبر حاليا هدفا استراتيجيا لعديد من المستثمرين وشركات القطاع الخاص، يأتي ذلك تزامناً مع ما تشهده المنطقة من حراك اقتصادي ساهم في جذب عدد من رؤوس الأموال للمنطقة خلال الفترة الماضية، فالأحساء حاليا بانتظار تدشين عدد من المشاريع الاقتصادية الكبرى من أهمها مدينة سلوى الصناعية على مساحة 300 مليون متر مربع، مدينة العقير السياحية، مدينة الملك عبدالله للتمور، بالإضافة إلى منتدى الأحساء للاستثمار الذي تنظمه الغرفة الشهر القادم برعاية أمير المنطقة الشرقية حيث سيجري التنسيق مع الخطوط السعودية لتسيير رحلات مباشرة لنقل ضيوف المنتدى إلى المنطقة، فالحاجة أصبحت ملحة لتطوير وسائل النقل في المنطقة ومن بينها النقل الجوي من خلال تطوير مطار الأحساء وزيادة عدد الرحلات الداخلية والدولية ومنح الفرصة لعدد من شركات الطيران لتسيير رحلات إلى مطار المنطقة، مؤكداً بأن الأحساء أصبحت هدفا استراتيجيا لسوق الطيران لعديد من الخطوط العربية والأجنبية نظير ارتفاع عدد طلبات التشغيل، وأكد العفالق بأن مطار الأحساء شهد خلال الفترة الماضية عملية تطوير لبعض مرافقه من بينها تجهيز صالتي قدوم ومغادرة دوليتين إلى جانب بعض التحسينات والخدمات المساندة كمراكز التسوق والمطاعم، وأشار على أن غرفة الأحساء تعمل على تسويق المنطقة اقتصاديا وسياحيا من خلال المنتديات والملتقيات وورش العمل التي تعقدها بين الحين والآخر، وذلك بما يتناسب مع مكانتها وينعكس على الحركة الاقتصادية والسياحية فيها. يذكر أن دراسة أعدتها الهيئة العامة للطيران المدني كشفت عن توقعات بنمو حركة السفر في مطار الأحساء خلال الفترة من عام 2015 حتى عام 2020م، مع توقعات بأن يتجاوز عدد المسافرين 300 ألف مسافر سنوياً. وأشارت الدراسة إلى أن المطار شهد عمليات تطوير جذري، حيث تم الانتهاء مؤخراً من إعداد المخطط العام للمطار الذي ينطوي على تطوير جميع المرافق والخدمات ابتداءً من عام 2015 م حتى عام 2020م، وتوقعت الدراسة أن تصل الطاقة الاستيعابية لمشروع التوسعة إلى 300 ألف مسافر، وتشتمل عمليات التطوير على توسعة ساحة وقوف الطائرات وزيادة المساحة الإجمالية لصالة السفر الحالية من أربعة الآف متر مربع إلى 6310 أمتار مربعة، تطوير منطقة وقوف السيارات وتوسعتها، إنشاء مراكز تجارية وتسويقية بالإضافة إلى تطوير كافة مرافق الخدمات في المطار لاستيعاب الحركة الجوية المتوقعة وزيادة أعداد المسافرين، كما أكدت الدراسة بأن الهيئة حريصة على تطوير كافة المطارات وتحديث البنى التحتية لها بما يتناسب وحجم الحركة الجوية التي تشهدها، ويعد مطار الأحساء ضمن مطارات المملكة التي توليها الهيئة الاهتمام اللازم لتطويرها وتهيئتها للمرحلة القادمة التي تشهد فيها المنطقة حراكا اقتصاديا كبيرا.