عادة ما تكون المواسم فرصاً يسعى التجار لاقتناصها لرفع الأسعار وجني الأرباح، وموسم الحج ليس استثناءً من ذلك، بل إنه يعد فرصة «ثمينة» يحاول كثير من التجار وأصحاب الحملات استغلالها. رسوم الحملات مرتفعة، وأسعارها المطروحة «خيالية»، والمبررات غير منطقية، ففريضة الحج أصبحت تجارة، وطُعماً للحصول على أكبر قدر ممكن من أموال الحجيج. وارتفاع أسعار الحملات أسهم في التضييق على المسلم، وأعجزت متوسطي الدخل عن أداء «الركن الخامس»، كما أن الرسوم الأخرى تسببت في عزوف عدد من المواطنين والمقيمين عن أداء الفريضة. بعض الحملات تتلاعب بالأسعار كيفما تشاء، خاصة إن رافقها شيخ «خاص» (VIP)، أو قدمت خدمات متميزة، ووجبات عبر بوفيه مفتوح، وسكن فاخر، أو غيرها من غير المتطلبات الدينية. الاعتدال في تقديم الخدمات والابتعاد عن البذخ على الكماليات، التي يكون الحاج غنياً عنها، هو الحل، وقد يوفر مالاً ومجهوداً أقل وخدمة أفضل تليق بحجاج بيت الله، ما يسهل على كثير من المسلمين أداء مناسك الحج. ينبغي على أصحاب الحملات مراعاة المسلمين، والتفكير في الربح، لكن في حدود المعقول وعدم المبالغة في ذلك.