دعا أكاديمي في جامعة الملك فيصل الدكتور محمد القحطاني حكومات دول العالم للاستفادة من تجربة أزمة الديون الأمريكية بالإسراع في الانتهاء من مشاريع التنمية العامة، وبناء البنى التحتية قبل ثلاث سنوات من الآن، محذراً من تناقص السيولة المادية لدى الحكومات خلال السنوات المقبلة. د.محمد القحطاني واتفق الأمريكيون أمس على مشروع قانون أقره الكونجرس، ينهي الإغلاق الجزئي لإدارات حكومية ويجنب الولاياتالمتحدة العجز عن سداد الديون. ويقرر عودة الموظفين الحكوميين، الذين أجبروا على إجازة دون راتب، بعد أن توصل أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ بتأييد 81 عضواً مقابل اعتراض 18 من الجمهوريين، وإقرار 285 بالتأييد مقابل رفض 144 لإقرار مشروع القانون قبل ساعات من الموعد النهائي، لرفع سقف الدين إلى 16.7 تريليون دولار، ومواجهة واشنطن خطر التخلف عن سداد الديون. وقال القحطاني إن الدرس المستفاد من أزمة الديون الأمريكية لجميع القائمين على اقتصادات دول العالم هو الاستفادة من الوفرة النقدية الحالية للانتهاء من المشاريع التنموية الخاصة بالتعليم والمواصلات وخلافه. وأضاف «موافقة الكونجرس الأمريكي على رفع سقف المديونات الأمريكية للسماح للحكومة الأمريكية بتوفير أموالٍ من بنوك ومؤسسات داخلية وخارجية، مثل هيئة المعاشات والتقاعد أو البنوك المركزية في الدول المختلفة، لتوفير تريليوني دولار خلال الأشهر الثلاث المقبلة، يشكل مخاطرة كبيرة للحكومة الأمريكية خلال الفترة المقبلة». وبين أن «المؤشرات تؤكد أنه على البنوك المركزية في جميع دول العالم، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، أخذ الحيطة والحذر وتعظيم احتياطاتها ومحاولة تحويل جزء من تلك الاحتياطات للذهب أو الفضة، والإسراع بالانتهاء من جميع حركة العمران والبنية التحتية والتنمية، لأن البنوك عادة ما يكون لديها «السيولة المقننة» التي من الأفضل أن تذهب في السنوات المقبلة للبحث العلمي والتقنية، لافتاً إلى أن «العصر الذي نقبل عليه، هو عصر الاقتصاد الموجة، وليس بناء البنى التحتية من مساكن وطرق مواصلات خصوصاً مع قلة معدلات السيولة المالية أكثر من 30%، إذ سيكون دور البنوك المركزية المحلية دور التابع للبنك المركزي الدولي الذي سيتولى التنسيق وإعداد الخطط، مؤكداً ضرورة الإسراع في التنمية، إذ إن كثيراً من الحكومات الأوروبية، مازالت تعاني من الخسارة وأزمات الديون، إلا دولة ألمانيا، التي انتهت منذ وقت مبكر من جميع مشاريع البنى التحتة التي غالباً ما ترهق ميزانيات الدولة، وتستنزف أموالاً طائلة، تؤدي فيما بعد لتنامي الديون الحكومية». وحول انعكاسات التطورات الأمريكية الأخيرة على اقتصادات العالم، أوضح القحطاني أن الخطوة الأمريكية الأخيرة ستعزز ثقة اقتصادات دول العالم التي، تعتبر أمريكا أقوى الدول اقتصادياً، إذ إنه خيار لابد منه للعبور مما سماه ب»عنق الزجاجة» وهو حالة الركود والانخفاض العام، الذي يشهده الاقتصاد العالمي، وهذه الخطوة ستدعم الاقتصادات في العالم للتوجه للاقتصاد الحر الموجه لتصل لمرحلة النضج خلال الخمس سنوات المقبلة، خصوصاً دول العشرين التي تعتبر السعودية عضواً فيها، لإيجاد مزيد من الأفكار الاقتصادية لتعزيز الاقتصاد الوطني للدول.