خالد المشيقح كشف المدير التنفيذي لجمعية العوق البصري في القصيم ووالد شابين مكفوفين، خالد المشيقح، عن تقصير وصعوبات عديدة تعترض تعليم المكفوفين، قائلاً: «يعاني المكفوفون من محدودية التخصصات الجامعية التي يُقبَلون فيها، على الرغم من أن مستوى ذكائهم وقدراتهم متفاوت كما هو الحال مع المبصرين، فلا يتاح لهم سوى تخصصَيْ اللغة العربية وعلوم الشريعة وبعدد محدود من المقاعد في جامعتَيْ الملك سعود في الرياض والملك عبدالعزيز في جدة»، مبيناً أن أعداداً قليلة جداً من المكفوفين تتاح لهم فرصة دراسة الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، ويبيِّن المشيقح أن المكفوفين في المدن الأخرى تنعدم لديهم فرص التعليم الجامعي تقريباً، مضيفاً: «المشكلة لدينا أن الجامعات غير مهيأة لاستقبال الطلاب المكفوفين، وأَستغرب عدم إتاحة الفرصة للمكفوفين للابتعاث الخارجي لجامعات لديها استعداد لاستقبالهم وتعليمهم لتعويض النقص الحاصل في الجامعات السعودية». متسائلاً: «ألا تكفي ميزانية وزارة التعليم العالي لاستيعاب المكفوفين على الرغم من قلة عددهم؟ حيث لا يتجاوزون بحسب الإحصائية العالمية الواحد في الألف». وعن الطلاب المكفوفين في المراحل المدرسية، يؤكد المشيقح أن طلاب الثانوية وطلاب الجامعات لا توفر لهم مطلقاً أي كتب بلغة برايل، ويُكتَفَى باستماعهم للشرح أو يوفرها الطلبة بجهودهم الخاصة، مبيناً أن بعض المكفوفين يضطرون للِّجوء لجمعية العوق البصري لتوفر لهم الكتب المدرسية، حيث تقوم الجمعية بأخذ الكتب العادية المدرسية والجامعية العادية وتطبعها بلغة برايل وتعطيها للطلبة، وعن الطلبة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، أكد المشيقح أن الكتب توفرها وزارة التربية، ولكنها تصل متأخرة دائماً وأحياناً في نهاية الفصل الدراسي الأول، مما يُرَاكم الدروس على الطلبة ويعرقل سير العملية التعليمية. ويلفت المشيقح إلى أن معاناة الطلاب ضعاف البصر لا تقل عن معاناة الطلاب والطالبات المكفوفين، حيث لا تُراعَى حاجتهم لكتب خاصة بخط كبير، نظراً لأن تراجع قوة النظر لديهم تكون تدريجية، لافتاً إلى معاناة هذه الفئة من ضغوط نفسية ليست بسيطة كونهم ليسوا بالمبصرين وليسوا بالمكفوفين أيضاً، ما يسبب لهم الحرج ويجعلهم عرضة للتندر من قِبل بقية الطلبة، متسائلاً «لماذا لا تطبع وزارة التربية والتعليم عدداً من كتبها بخط كبير يراعي احتياجات ضعاف البصر»، منتقداً في الوقت ذاته الشراء العشوائي لمعينات البصر كالنظارات من قِبل وزارتي الشؤون الاجتماعية والتربية دون دراسة كل حالة ضعف بصر على حدة، وتوزيع النظارات المناسبة لكل طالب». وعن كفاية الإعانة المادية للمكفوفين، قال المشيقح: «الإعانة المادية لا تزيد عن 800 ريال شهرياً، وهي غير كافية مطلقاً إذا ما علمنا أن الكفيف في أمَسِّ الحاجة لسيارة وسائق ومرافق دائم، وهذا المبلغ لا يكفي ثمن بنزين السيارة لشهر واحد، كما أن وزارة الشؤون الاجتماعية وضعت شروطاً معقدة جداً لمنح سيارة للكفيف، حتى أن أي أحد من الألفي كفيف المسجلين لدينا في جمعية العوق البصري في القصيم لم يحصل على سيارة»، قائلاً: «يبدو أن الشؤون الاجتماعية تريد منح السيارة للكفيف المحمول على بطانية فقط». ويشير المشيقح للخدمات التي تقدمها الجمعية قائلاً: «تمكنَّا طيلة ثماني سنوات من عمر الجمعية من تدريب 800 مكفوف ومكفوفة في 19 مدينة في المملكة على الأجهزة الحديثة من الحواسب الآلية والكمبيوترات اللوحية والهواتف المتنقلة الذكية، كما وزَّعنا عدداً من أجهزة الحاسب الآلي والطابعات وغيرها من أجهزة مناسبة لاستخدام المكفوفين».