تزحف سنواتها نحو العقد العاشر من العمر.. وخطوط الزمن أخذت في السريان وبانت على وجهها المكدود.. أتعبها الانتظار وأوشك أن يكون مجرد حلم.. نعم ستون عاماً وهي تنتظر أن يحالفها الحظ لتكون واحدة من حجاج بيت الله الحرام.. أم مصطفى تبتهل إلى الله أم مصطفى ذات ال92 عاماً من جمهورية مصر العربية.. لم تكن تتوقع أن يقدم لها ابنها مصطفى هدية العمر، لذلك وتعبيراً عن شكرها وامتنانها له، قامت بتقبيل يده أمامنا، في لحظة لا يمكن أن توصف.. منذ ستين عاماً وهي تتمنى الوصول إلى هذه المشاعر المقدسة.. بهذه العبارة بدأت أم مصطفى حديثها ل«الشرق»، عندما قابلناها وهي تستريح على جانب الطريق المؤدي إلى جبل الرحمة بصحبة أحد أبنائها. وتقول: أبلغ من العمر 92 عاماً، وطوال هذا العمر لم أكن أحلم بشيء سوى الوصول الى هذه البقاع المقدسة. وفي منظر إنساني أخذت أم مصطفى تقبل ولدها مصطفى الذي حقق لها هذه الأمنية. وأضافت: إنني أحمد الله الذي لم يتوفَني رغم عمري الكبير حتى وصلت إلى هذه البلاد المقدسة، موجهة شكرها لكل من عمل على تقديم هذه الخدمات التي توجه إلى حجاج بيت الله الحرام، وهذه المنشآت العملاقة التي خففت من عناء قاصدي حج بيت الله الحرام. أما مصطفى فيقول: الحمد لله الذي قدرني على خدمة أمي وإيصالها إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج. ورغم أن هذه الحجة كلفت أكثر من 43 ألف جنيه إلا أن مصطفى يقول: والله ليست شيئاً أمام مشاهدة فرحة أمي وهي في هذه البقاع المقدسة.