أُشهِرَت المبادرة السياسية المعروفة في الأردن باسم «زمزم» أمس السبت وسط رسائل مبعثرة لكنها ممنهجة وموجَّهة لجماعة الإخوان المسلمين التي خرج من رحمها معظم قادة المبادرة. فوسط حضورٍ رسمي من نائب رئيس مجلس الأعيان الأردني، عبدالرؤوف الروابدة، ورئيس الوزراء الأسبق، معروف البخيت، ووزيري الداخلية السابقين، سمير الحباشنة ومازن الساكت، انطلقت المبادرة الأردنية للبناء «زمزم» لتعلن عن نفسها أنها مبادرة للانتقال من حالة الاستبداد إلى الديمقراطية وليس الشورى بعكس ما تؤمن به جماعة الإخوان. واعتبر مراقبون أردنيون خطوة إشهار «زمزم» أول تمهيدٍ على طريق انشقاق شخصيات عن الجماعة رغم عدم اتخاذ التنظيم الإخواني خطوة مؤسسية بفصل هذه القيادات المشاركة في المبادرة حتى الآن، فيما اعتبر في وقتٍ سابق الانضمام لها «مخالفة تنظيمية». من جانبه، قال النائب جميل النمري خلال تدشين «زمزم» أمس «إننا أمام تحول ثوري في جماعة الإخوان المسلمين لجماعة اتسمت بالجمود في فكر قادتها»، ولفت إلى أن المبادرة ظُلِمَت من قِبَلِ ما كان يسمى حركة التشدد في حزب جبهة العمل الإسلامي التابع للإخوان. بدوره، عرَّف المنسق العام للمبادرة القيادي في «إخوان الأردن»، رحيل غرايبة، «زمزم» بأنها حالة وطنية أصيلة تهدف إلى تشكيل الدولة المدنية، داعياً إلى عدم الاستفراد بالمشهد السياسي. وبخصوص الهوية الوطنية الأردنية، قال غرايبة «نحن نقدم نموذجاً ومفهوماً أصيلاً عبر الهوية الأردنية لكن خارج نطاق الجدل، فالوطن للجميع، والمواطنة درجة واحدة وهي حب وانتماء قبل أن تكون متكسبات وغنائم». أما عبدالرؤوف الروابدة فاعتبر أن الصدقية في البرامج لا يحتكرها أحد فهي تخرج بعيداً عن المناكفة، وشدد على أن الوطن ليس لسلطة أو مجموعة. وأوضح «نشأت الحزبية في ظل التعددية، والحزب هو مجموعة أفراد تعمل على تولي الحكم من خلال تشكيل الحكومات وهو يخرج من هموم الوطن ويأتي ببرامج بديلة عن برامج السلطة، والحزبية ليست شعارات عامة وليست عقائدية مغلقة، ولكنها متطورة تبعاً لظروف الوطن». من جهته، وصف وزير الداخلية الأسبق، سمير حباشنة، «زمزم» بأنها مبادرة تاريخية، داعياً القوى الفكرية والسياسية في البلاد إلى العمل على تمثيل نفسها داخل المبادرة والبحث عن نقاط اللقاء لتشكيل جبهة فكرية بعيداً عن المذهبية والطائفية. وبالتزامن مع إشهار «زمزم»، صدر تقرير أمريكي من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى اعتبر أن جماعة الإخوان المسلمين فقدت القدرة على المطالبة بعباءة القيادة الإسلامية في الأردن. ونوه ديفيد شينكر في تقريره إلى الضغوط الداخلية المتزايدة التي تتعرض لها الجماعة، لاسيما بعد مبادرة زمزم التي أصدر مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان بياناً منع فيه أعضاءه من التعامل معها.