تعرَّضت سيدة للحبس داخل منزلها في محافظة خميس مشيط على يد زوجها، كي لا تتمكَّن من حضور جلسة خلعه في المحكمة، في مؤشر واضح على أن مسلسل العنف والاضطهاد ضد الزوجات لا يزال مستمراً. وقالت السيدة التي تحتفظ (الشرق) باسمها، في اتصال هاتفي: إنها تعاني الأمرين من زوجها الذي طلقها مرتين، ولم يعترف بذلك أمام القاضي مما دعاها إلى رفع قضية (خلع). مضيفة أنها أم لأربعة أطفال تركهم والدهم ولم يعد يصرف عليهم أو يرعاهم، وحرمها من عملها بل تعدَّى عليها بالضرب والشتم، مشيرة إلى أن علامات الضرب لا تزال آثارها على جسدها على الرغم من مرور الوقت. وتقول السيدة إنها رفعت قضية الخلع ضد زوجها بعد يأسها من الحياة معه، حيث حضرت الجلسة الأولى في المحكمة ولم يحضر الزوج وفي المرة الثانية التي كانت يوم الخميس الماضي قام الزوج بتلحيم باب المنزل وحبسها داخل المنزل حتى لا تتمكَّن من حضور الجلسة، مؤكدة أنها استنجدت بالجهات الأمنية إلا أنها لم تتلق رداً، حيث صنفوا الموضوع على أنه خلاف عائلي، ولا يمكن التدخل حسب قولها. وتضيف: حاولت التواصل مع هيئة حقوق الإنسان في مدينة أبها إلا أنهم لم يردوا على جميع اتصالاتي، فلم أجد من يقف معي ووالدي رجل طاعن في السن، ولا أحد يريد استقبالي وفي رقبتي أربعة أطفال. وناشدت السيدة أمير منطقة عسير والجهات المختصة التدخل لحمايتها من تسلط زوجها ومساعدتها في إكمال تقاضيها في المحكمة وتمكينها من حضور جلسات القضاء. وتروي السيدة بعض ما تعرَّضت له من عذاب حيث تقول: في إحدى المرات حبسني زوجي داخل المنزل مع أطفالي وقام بتلحيم الباب وقام بفصل التيار الكهربائي عن الشقة وقفل المياه لمدة ثلاثة أيام حتى أنني استغثت بالجيران حتى سمعوا صراخي وتم إبلاغ الشرطة التى حضرت إلى الموقع وقامت بفتح الباب وفتح عداد الكهرباء ثم ذهبوا وقالوا هذا خلاف عائلي، وتساءلت السيدة لمن ألجأ بعد الله؟. من يأخذ حقي من هذا الزوج الذي لم أعد أحلُّ له، بينما هو ينكر ذلك أمام القضاء؟ من ينقذ أطفالي من هذا الحجيم؟. الدكتور هادي اليامي من جهته أوضح رئيس هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير الدكتور هادي اليامي في تصريح خاص ب «الشرق» أن التقاضي مكفول للجميع وليس من حق الزوج حجب هذا الحق عن زوجته، والدولة كفلت للجميع حق التقاضي وليس من حق أحد منع هذا الحق تحت أي ظرف. موضحاً أن الهيئة في حال ورود شكوى السيدة ستقوم بمتابعتها وفحصها وستقوم بتمكينها من حضور جلسات التقاضي بالتعاون مع الجهات المختصة. مشيراً إلى أنه ما على السيدة سوى التواصل مع القسم النسائي في الهيئة سواء بالاتصال أو بالحضور وسيتم على الفور التعامل مع القضية بشكل رسمي. المقدم عبدالله آل شعثان من جهته أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله آل شعثان ل (الشرق) أن الجهات الأمنية تستقبل البلاغ ويتم تمريره للجهات المعنية، واذا كان هناك تهديد مباشر فيتم التدخل المباشر ضد أي عنف سواء كان عنفاً أسرياً أو عنفاً ضد المرأة، ونحن في تواصل مستمر مع الشؤون الاجتماعية ووحدة الحماية الأسرية وهيئة حقوق الإنسان وهناك لجان مشتركة لمعالجة لمثل هذه الحالات.