استبعد الأكاديمي والمحلل السياسي، الدكتور خالد الدخيل، شن ضربة أمريكية على النظام في سوريا بعد صدور قرارٍ من مجلس الأمن الدولي بخصوص الأسلحة الكيميائية التي كانت تمثل عنصر توازن في القوى بالنسبة للنظام السوري. واستهجن خالد الدخيل، في محاضرةٍ ألقاها أمس السبت في «سبتية حمد الجاسر» وأدارها الدكتور جاسر الحربش، غياب العرب عن المشهد السوري، محذراً من النتائج التي قد تؤول إليها الأحداث في ظل هذا الغياب من قِبَل دول تعدّ من الأهم في المنطقة. وقال الدخيل إن المشهد السوري أصبح معقداً للغاية، بعد عجز السوريين عن احتوائه «فأصبح ورقةً تتحكم فيها مراكز القوى حسب مصالحها في ظل غياب الدور العربي»، حسب رؤيته. ووصف التعاطي الأمريكي مع الأزمة السورية ب «المرتبك والمتخبِّط» في الأسابيع الأخيرة. وأرجع الدخيل ما تشهده المنطقة العربية من ضعف وتفكُّك إلى أخطاء سياسية واجتماعية ترتكبها هذه الحكومات التي تصطدم بشعوبها ثم تستنجد بالغرب لإنقاذها ما يعطي تبريراً للتدخل الأجنبي. وتطرق الدخيل إلى الدور الإيراني في سوريا والمنطقة بشكلٍ عام، ورأى أن إيران استطاعت السيطرة على الورقة السورية لكسب التحالفات كما سبق أن استفادت من الورقة العراقية التي تسلمتها هديةً من أمريكا بعد الغزو، على الرغم من الاختلاف الأمريكي- الإيراني في العلن. وبيَّن أن الارتباط الإيراني- السوري يعود إلى بنية النظام، اعتماداً على الطائفة الدينية وارتكاز النظام الإيراني على ولاية الفقيه. واعتبر أن روسيا تسعى إلى بقاء النظام السوري، لأنه يمنع التمدُّد الإسلامي الذي ظهر بعد الربيع العربي، مشيراً إلى أنها تخشى هذا التمدُّد لما واجهته من الإسلاميين وآل إلى سقوطها في أفغانستان. وتابع «روسيا تخشى من صعود الحركات الإسلامية إلى الحكم مما قد يوقظ الحركات الإسلامية في نطاق حدود الاتحاد السوفييتي سابقاً». كما تحدَّث الدخيل عن الخلافات القديمة بين حافظ الأسد وشقيقه رفعت الأسد ونمو فكرة إنشاء سلالة حاكمة في الشام من طائفةٍ تُعَد من الأقليات متجاهلةً اصطدامها بالأغلبية السنية حتى أصبح نظام الأسد من أكثر الأنظمة دمويةً في المنطقة، إلى جانب النظام البعثي العراقي ونظام معمر القذافي في ليبيا سابقاً. وانتهى الدخيل في محاضرته إلى القول إنه على الرغم من غموض المشهد السوري إلا أن مستقبل بشار الأسد انتهى «فالنظام السوري آيلٌ للسقوط بعد أن أصبح ورقةً تتحكم فيها المصالح الإيرانية والروسية»، حسب قوله.