حين أعرض على شاشة القارئ مدارس ونحلاً ومذاهب وكنائس فهي من باب اللقاحات، التي يجب أن يتحصن بها المرء؛ فيعرف إذا سمع ورأى واجتمع وناقش، وأنا أزعم لنفسي أنني أتعرف على كل مدرسة، على طريقة الغزالي، فأتفحص عقيدة كل ملحد ومارق؛ فأحاول فهم لماذا اعتنق وتشدد ومارس والتحق؟. ومن المدارس والكنائس عدد لانهاية له، ومما وقع بين يدي من مجلة دير شبيجل الألمانية «العدد 36 من عام 2013» بحث مطول عن الكنيسة العلمية «Scientology» أجرت فيه المجلة مقابلة مع رجل ناقد لها، هو من أتباعها أيضا، اسمه لورانس رايت «Lawrence Wright». نال الرجل جائزة بولبتزر «Pulitzer Preis» على كتابه «الموت يبحث عنكم» كان هذا بعد صعود أثر القاعدة، وحالياً يصدر له أيضا كتاب آخر بعنوان «سجون العقائد» يذهب فيه إلى أثر الفكر في تغيير السلوك. تبدأ قصة هذه الكنيسة من عام 1954 عندما أعلنت عن نفسها وتأسست، بدعوى بناء الكنيسة على الطرق العلمية. وكان مؤسسها ل. رون. هابرد (L. Ron. Hubbard) قد انفرد لنفسه وعكف على دراسة طرق جديدة للإيمان بزعمه، واخترع جهازاً «E.METER» يغوص به المرء في عالم من الخيال العجيب، يستطيع أن يغوص به إلى أعماق النفس فيصلح نفسه روحياً من خلال أجهزة مادية بحتة. كان مؤسس هذه الكنيسة بارعاً نشيطاً في الكتابة بالأصل كتب في الخيال العلمي وأن هناك حياة قبل سبعين مليون سنة في كون يحكمه كزينو، يمكن أن تخرج مع التأملات فيعود إلى ذلك العالم، وخرج على أتباعه بكتابه المقدس الديانتيكس «Dianetics» ويقول عنه لورانس رايت، إنه يسجل في جينيس للأرقام القياسية في الكتابة فقد ألف ما يزيد على ألف كتابه بزعمه. أحرجته المجلة في عديد من الأسئلة منها المالية من ثروة خرافية بالمليارات في يد جماعة تعد بالملايين. كان جوابه أنهم يحاولون التأثير على المؤسسات كما فعلوا في الامتناع عن دفع الضرائب، حتى تراكمت كالجبال، وأربكت مؤسسة الضرائب فوصلت إلى حل وسط باعتبارها كنيسة معفية من الضرائب إلا قليلا. قالت له المحاورة كوردولا ماير في أوستن من تكساس: هل صحيح ما سمعنا عن منظمة البحر حيث يدخل الأطفال مؤسسة يتحولون فيها إلى أميين؟ ثم ما حقيقة الثقب «البخش LOCH» الذي يدخل فيه أتباع الكنيسة؟ قال نعم ويضربون بعضهم بعضا تكفيراً عن الذنوب، بل لحس أحدهم أرضية التواليت بلسانه؟ كم أصبح لهم في البخش؟ قال بعضهم وصل إلى سبع سنوات؟ وهي كرافانات يلتحفون فيها الأرض ويأكلون من القاذورات ويخرجون يوميا مرة واحدة ويضربون بشراسة تكفيراً للذنوب كأنهم في مخابرات الأسد. بل إن رئيسهم الجديد ديفيد ميسكافيج «DAVID MISCAVIGE» الذي يقود المنظمة منذ الثمانينات بعد موت المؤسس هابارد وعد المحابيس بكرسي في القدس لمن صبر، فمازالوا يقتتلون ويريد كل واحد أن يبقى الأخير ليحظى بالكرسي. العجيب ليس هنا بل الولاء الكامل من جون ترافولتا وتوم كروز، وكل منهما ممثل مشهور في هوليود. ولكن الإنسان يبقى أكثر شيء جدلاً. آمل أن أكون قربت للقارئ عجائب الخلق.