كثيراً ما نشاهد في الملاعب الرياضية على مستوى العالم، قيام بعض اللاعبين بإجراء مضمضة الفم أمام الآلاف من الجماهير الحاضرة ومن ثم بصق الماء في المستديرة الخضراء، في مشهد قد يبدو غير لائق نهائياً، ولكن لظروف المباريات يتم تقبله من جميع المشجعين والحضور، فما سرّ قيام اللاعبين بهذه المضمضة السريعة أمام الجميع، وهل لها علاقة بأداء اللاعبين؟ تقول أخصائية التغذية السريرية أبرار ضياء حسين ل«عكاظ»: مشهد مضمضة الفم من قبل اللاعبين أمام الجماهير يرصد كثيراً في جميع الملاعب الرياضية، وهي عملية ليست جديدة، بل تعُرف في الوسط الرياضي ب(مضمضة الكربوهيدرات) أو (إلكترولايتس)، إذ قد يحتوي ماء المضمضة على محلول خاص ومنعش للفم لمنع التعرض للجفاف (نشفان الحلق)، ولا يسمح بشربه نهائياً، وهذا المحلول يساعد في المحافظة على توازن السوائل بالجسم، ويبث فيه النشاط والحيوية، فطوال مدة اللعب قد يتنفس اللاعب عبر الفم كثيراً، وهذا ما يجعله يكون أكثر عرضة لجفاف الفم وعدم الارتياح والشعور بالعطش، وعند المضمضة بالمحلول المنعش لمدة 10 ثوانٍ يكون الفم رطباً لمدة طويلة جداً. وتابعت: مضمضة الكربوهيدرات تفيد اللاعبين أيضاً في تجنب مشكلات الجهاز الهضمي؛ لأن درجة جفافه تدفع المعدة إلى إفراز المزيد من العصارات لتخفيفها. وتفسير تأثير السائل الإيجابي على الأداء بأن مستقبلات الكربوهيدرات في الفم تنشط مناطق معينة من الدماغ، التي تعمل بدورها على تحسين الوظيفة الحركية لدى اللاعبين. وأضافت: بعض اللاعبين يفضلون مضمضة الكربوهيدرات عن المضمضة بالماء؛ لكونها تعزز الأداء الرياضي في الأنشطة عالية الجهد مثل كرة القدم والسلة وسباق الدراجات والماراثون واختبارات القفز؛ لتعزيز فوائدها في تحسين الأداء، والحفاظ على ترطيب الجسم، وتقليل الشعور بالتعب. ونوهت أن مضمضة الكربوهيدرات تعمل عبر مستقبلات التذوق في الفم التي ترسل إشارات إلى الدماغ، وبالتالي تبين له أن هناك مزيداً من مصادر الطاقة في طريقها إليه، ثم يأتي دور العضلات لتعمل بشكل أكبر وأكثر جهداً، فالأمر قائم على خداع العقل لبعض الوقت، لجعل العضلات تعمل بفعالية أكبر، مع الابتعاد عن الآثار السلبية لابتلاع الماء أو المشروبات الغنية بالكربوهيدرات التي قد تؤدي إلى ثقل في المعدة وانتفاخات وحتى بعض التقلّصات. وختمت الاخصائية أبرار حديثها بقولها: إن تنفس اللاعبين بالفم يجعلهم أكثر عرضة لجفاف الفم بسبب نقص اللعاب، وقد يترافق ذلك الشعور بعدم الراحة، ما يجعل اللاعبين يتناولون القليل جداً من الماء خلال توقف المباراة عند وجود الإصابات أو لحظة استبدال اللاعبين، بينما نجد بعض اللاعبين والمدربين أيضاً يمضغون العلك الذي يُعرف ب(اللبان) طوال فترة المباراة لتسهيل عملية إفراز اللعاب.