إبراهيم المسلم فى ذكرى ملحمة وحدة الوطن التى استرد فيها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- موطن أجداده، التي بها أعاد إلى الجموع صفاء ونقاء جوهر إسلامنا الذي هو عصمة أمرنا ونور حياتنا؛ ليقيم دولة موحدة كما ينبغي، وكما جاء في شريعتنا وسنة نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-. في كل عام نحتفل جميعا بذلك اليوم، ونرفع أيدينا للسماء طالبين من المولى -عز وجل- أن يعيد تلك الأيام التي تسطر بحروف من ذهب في عقولنا وعقول أبنائنا بالخير، ويحفظ الله بلادنا من كيد الحاسدين والحاقدين. إن ذلك اليوم الذي وُحِّدت فيه منذ سنين مرت المملكة العربية السعودية، وجُمع فيه شتات الناس المترامي على الأطراف وقد انبثقت من تلك اللحظة أشعة الأمن والأمان فى البلاد؛ لينعم بها الجميع حتى الوقت واللحظة. ثمانية عقود مرت على توحيد البلاد ولكن الشعور الذي بداخل المواطن هو نفس الشعور الذي أحس به فى حينها؛ حيث إن الكيان قد تكوَّن من لحظة البدء والنية في تلك الملحمة العظيمة التي شهد لها الجميع بفضلها وعطائها. في شتى بقاع الأرض تحتفل الأمم بالأعياد والمناسبات الوطنية التي يستذكر بها المواطنون ذكريات تاريخ البلاد، ولكن الأمر مختلف في بلادنا العربية الإسلامية؛ ففي وطننا العزيز ذات مذاق خاص لما لذلك من فكر وثقافة المجتمع التى يطغى عليها الطابع الإسلامي العطر. سجل التاريخ تلك الإشراقة التى كانت ملحمة بطولة من أفضل البطولات التي سجُلت في مجلد التاريخ من حيث قائدها ومن حيث سريان فعاليات تلك الملحمة، فلقد كانت مليئة بعديد من الأمور الفارقة والتحولية. لقد وضعت لبنة المسيرة منذ لحظة الاتجاه على الخطوات الصحيحة لتأتي النقطة الفارقة والتحولية التي غيرت اتجاه السير فى عام 1932م بتوحيد المملكة على يد البطل المؤسس -طيب الله ثراه-. إن تلك البلد هي نتاج صعاب مرت بها في تاريخها إلى تلك اللحظة التى نراها عليها فلابد من التكاتف سويا ويدا بيد لكي نعلو بشأنه كما قام به أجدادنا وعملوا من أجل رفعته وجعله دائما فى الصفوف الأولى. يجب علينا جميعا المحافظة على أمن وأمان وطننا؛ حيث إنه هو الذي يسكن فينا ولسنا نحن الذين نسكن فيه، يسكن ويتربع على عرش مملكة قلب كل مواطن فى هذا البلد بل يصل ليمتد إلى كل من أقام في هذا البلد العظيم الرائع. في الأخير، هنيئا لكل مواطن يعيش في تلك البلاد، وتحركت مشاعره حبا فيها، وتنفس من هوائها. فلْنَصُن بلدنا ونسعد في عيدها ونفرح به، وكل عام ومواطنو وطننا الغالي بخير، ومبارك يا وطن عيدك، ودام العز لك دائما.