تحتفي المملكة العربية السعودية في السابع من شهر ذي القعدة 1433ه الموافق 23 سبتمبر 2012 بالذكرى الثانية والثمانين لليوم الوطني. ففي فجر اليوم الخامس من شهر شوال من العام 1319ه بزغ عهد جديد، حيث استعاد الموحد الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- مدينة الرياض في صورة صادقة من صور البطولة والشجاعة والإقدام فوضع -طيب الله ثراه- أولى لبنات هذا البنيان الكبير على أسس قوية هدفها تحكيم شرع الله والعمل بكتابه وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم. توحدت القلوب فتوحدت أرجاء البلاد وأينعت تلك الجهود أمناً وأماناً واستقراراً وتحول المجتمع من قبائل متناحرة إلى شعب متحد ومستقر يسير على هدي الكتاب والسنّة.. وتفيأ المواطن الأمن والأمان وكذا الحاج والمعتمر والزائر وأصبحت السبل إلى الحرمين الشريفين آمنة ميسرة وهي الغاية التي كانت هاجس الملك عبدالعزيز الذي لا يفارقه بغية خدمة دين الله وخدمة المسلمين كافة. في ذكرى اليوم الوطني يجد الجميع الفرصة لتذكر الملحمة التاريخية العظيمة التي سطرها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ورجاله الأفذاذ لتوحيد أجزاء هذا الوطن الغالي وإعلان قيام الدولة السعودية -الثالثة- المملكة العربية السعودية في الثالث والعشرين من سبتمبر 1932م. إن هذا الانجاز يستحق أن نتأمله ونتذكره ونفخر به ونستعرض صفحاته المشرقة ونربط هذا التاريخ المجيد وسنوات البنيان والتأسيس بمسيرة البناء والتطور التي شهدتها المملكة على يد أبناء الملك المؤسس الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي يواصل مسيرة التطوير والنماء بإخلاص حب لهذا الوطن الغالي. ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتجاوز كل العقبات الداخلية والخارجية من أجل الإصلاح والتطوير، وها هو برؤية عميقة، وجرأة محسوبة يمضي بالوطن إلى الموقع الذي يستحقه في هذا العالم.. إن جيل عبدالله بن عبدالعزيز هو امتداد لجيل عبدالعزيز بن عبدالرحمن، يدا بيد مع قادته في سبيل هذا الوطن الأشم ولإكمال مسيرة الوطن نحو التطور والتفوق. ولا تعني هذه الذكرى المتميزة مجرد مناسبة وطنية عابرة فحسب وإنما وقفة تأمل وإعجاب في قدرة هذا الكيان الشامخ على البناء وتخطي العوائق والصعاب والتغلب على كل التحديات بفضل الله وتوفيقه أولاً ثم بالايمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه في ظل تحكيم شرع الله والعدل في إنفاذ أحكامه لتشمل كل مناحي الحياة. وختاماً اسأل الله عز وجل أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين. * المدير العام للشؤون المالية والإدارية بالحرس الوطني