الكتاب: متى يختفي الآخر مني المؤلف: عبد الستار ناصر الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2013 مجموعة قصصية ضمَّت سبع عشرة قصة هي آخر ما كتبه القاص عبدالستار ناصر قبل وفاته، قدمت للمجموعة الروائية هدية حسين، مشيرة إلى ظروف كتابة هذه القصص التي جاءت بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات إثر إصابته بجلطة في الدماغ.. وكان الراحل قد كتب (فيما يشبه المقدمة لكتاب قادم) بعنوان (أنا وقصصي نتجول في كندا) ومما جاء فيها: تغير أسلوبي، أجهزت على لب المضمون، تركت يدي بأصابعها الخمسة تأخذ المسرى الذي تريد، والمدى الذي تصل فيه حدود الممكن والمعجز، مع شيء من بهارات الفانتازيا، مع شيء من المحروقات والسريالية، تغير أسلوبي، سنواتي تداهمني في غربتي ولا أعرف ماذا سأفعل في بقيتها وهي ترفع أمام وجهي كلمة، احذر. من عناوين القصص: قبل الكابوس سعيد بموتي.. جلدي يتشقق على الأرض.. أتموج مع الماء هكذا.. حان حيني فصحوت مكبلاً.. في أي جزء من الليل أنا.. ساعة أخيرة والحبل يتدلى.. أجمع ذاكرتي والمعنى مرتبك.. و.. مطر كالهمس. من أجواء إحدى القصص: (أخرجوني من الصمت الذي كنتُ فيه، لم تعد أم كلثوم تغني، كانت الساعة بلا عقارب والزمن توقف في ذاك المكان، أدخلوني غرفة، أفترض أنها غرفة، أسمع خشخشة أدوات معدنية، بدأ الخوف يدب في جسدي، مازلت واقفاً حين قال أحدهم: إجلس… تحسستْ أصابعي كرسياً خشبياً، رميت نفسي عليه، الصوت نفسه يقول: حدث خطأ وجئنا بك بدلاً من شخص آخر… ظهرت الشمس في عز انهمار المطر، هذا يعني بالتأكيد أنني سأخرج من القاع ومن السرداب ومن الرعب الذي جثم على جلدي، قلت بصوت متحشرج: الحمد لله.. أعتقد أنه راح يضحك ساخراً وهو يقول: هذا لا يعني أنك بريء تماماً، نحن لا نأتي بالناس هكذا).
الكتاب: ذائقة الموت المؤلف: أيمن العتوم الناشر:المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر 2013 تُعد ذائقة الموت الرّواية الثّالثة له بعد روايتَي: (يا صاحبي السجن) و (يسمعون حسيسها). وقد جمعت الرّواية عبر مسيرة عقدَين من الزّمان سيرة بطلها (واثق)؛ الشّخصيّة الّتي ظلّتْ حائرة في فهم الموت إلى أن استدعتْه ليصطفيها وتغيب في ثناياه الخفيّة: (نحن وليمةٌ جاهزةٌ للموت، فلماذا نؤخّره؟!). قامت الرّواية على ثلاثة مواضيع رئيسة هي الحبّ والموت والحرّيّة، وكشفتْ عن أنّ الحبّ هو وجهٌ من وجوه الموت، وبالمُقابل هو مُعادِلٌ موضوعيّ للحريّة، فمن أراد أن يعشق فليهيّئ نفسه للموت، ومن أراد أن يُصبح حرًّا فعليه ألاّ يكترث بالموت كذلك؛ وفي نهاية المطاف: العاشِقون أكثر النّاس تصالحًا مع النّفس وإنْ أدّى بهم العشق إلى الفناء، ومن أجل أن نتحرّر من عبوديّة ذواتنا لنا، فإنّنا نلجأ لهذا الموت الجميل، ولا يكون الموت مُحزِنًا لنا إذا مُتنا نحن، ولكنّه سيكون كذلك إذا أصابَ من نُحبّ: (الموت لا يُفاجِئنا باحترام أحبّتنا إلاّ حينَ تكون الطّريق أوحشَ ما تكون، والغاية أبعدَ ما تكون..) عالجت الرّواية كذلك القرية بكلّ تفاصيلها اليوميّة، وأسلوب حياة أهلها، والشّقاء الّذي يُعانونه في سبيل العيش؛ العيش الّذي يقف له الموت بالمرصاد، ولا ينتقي من أفراد العائلة الممتدّة إلاّ الأيقونة الأجمل والأعذب. وتعرّج الرّواية على حرب الخليج الأولى وما رافقها من ويلات وأحداث، وتأثير ذلك على الشّخصيّة الرّئيسة (واثق)، وحينَ يصعب على المرء أن يعيش حياتَين ويموت مرّتين ويتقمّص شخصيّتين؛ كان (واثق) يفعل كلّ ذلك وأكثر. تبدّى الحبّ الّذي حفلت به الرّواية من النّوع الّذي لا يعيش إلاّ في قلوب الذّاهبين إلى الموت بسببه عن طواعية أو اضطرار: (العشق صاعقة، قد تميت الحيّ إذا كانت قويّة، وقد تُوقِظ الميّت إذا كانت بالقَدْر المعقول… أظنّ أنّ صاعقة عشقي ساحقة!!) توزّعت الرّواية على (25) فصلاً؛ بدأت بفصل: (في البَدء كانت الرّؤيا)، وانتهتْ بفصل: (كما بدأنا أوّل خَلقٍ نُعيده)، وسرد فيها (العتوم) هموم العشق وفلسفة الموت عبر (408) صفحات من القطع المتوسّط. كما أبدعت الفنّانة الأردنيّة (آزاد علي) في رسم لوحة الغلاف بلمسةٍ متألّقة أضافت رونقًا آخر إلى الرّواية.