أوضح عضو مجلس الشورى، أستاذ الفقه المقارن، الدكتور عيسى الغيث، أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي «سلاح ذو حدين»، مشيرا إلى أن من حق الجميع أن يعبر فيها عن رأيه، إلا أن المشكلة تكمن في أن «السبحة انفرطت». وقال: ظهر ممن كنا نتوقع أن يكونوا قدوات، سواء ممن يسمون بالإسلاميين أو الدعاة، مواقف تبين أنهم لا يتصدون للشائعات وتشويه صورة العلماء، وفي الحديث: «علامات المنافق ثلاث، إذا حدث كذب…»، لافتا إلى أن من بين هؤلاء من يجد كذبا من طلابه، أو ممن هم محسوبون عليه، ولا ينكر عليه، بل يؤيده، ويدعو الناس إلى متابعته. جاء ذلك خلال حديثه لصحفيين أثناء حضوره الملتقى الإعلامي التطوعي في مقر جمعية الأطفال المعاقين بالرياض مساء الثلاثاء الماضي. وتطرق الغيث في حديثه عن المحتسبين والأعمال التطوعية، موضحا أن بعضا منهم يشوهون العمل التطوعي، من أجل توظيفه لمصلحة وأفكار معينة، ويحاربون أي عمل تطوعي لا يتناسب مع أفكارهم، ويصفونه بأنه «مشروع تغريبي»، ليبقى فقط العمل الاحتسابي العشوائي الغوغائي الذي يؤدونه. وحمل الغيث، العلماء وجميع رجالات الوطن، مسؤولية توضيح أهمية العمل التطوعي وأنه عمل احتسابي، مشددا على ضرورة أن يتكاتف الجميع من أجل تجريد الاحتساب ممن وصفهم ب «المفتئتين»، وإعطاء لقب «الاحتساب» للمحتسبين الحقيقيين. وبين أن مصطلح «الاحتساب» اختطف، مشيرا إلى أن الاحتساب في الشريعة الإسلامية هو أن يحتسب المسلم الأجر حينما يقدمه، ليس للمسلم فقط، بل وللبشر، وحتى غير البشر، مستدلا بأن بغيا من بني إسرائيل دخل الجنة في كلب، ودخلت مؤمنة النار بسبب هرة، رافضا حصر الاحتساب في «الاحتساب الأخلاقي»، خصوصا فيما يتعلق بموضوع الاختلاط، سواء كان في مهرجان «الجنادرية»، أو في معرض الكتاب، أو غيرها من المناسبات، لافتا إلى أن هذا الجزء من الاحتساب ينبغي ألا يخطف عشرات الاحتسابات الأخرى في الجمعيات والمؤسسات الخيرية، مشيرا إلى أن العمل التطوعي يحقق مصلحة للدولة والأفراد.