أرجع الإعلامي عبدالله المديفر، اندفاع الناس إلى وسائل الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، إلى إحباطهم من مخرجات وسائل الإعلام التقليدية، وحاجتهم لتفريغ تراكمات قديمة، صنعت أزمة ثقة بينها وبين الناس. وقال المديفر، خلال استضافته في الأمسية الإعلامية السنوية المفتوحة التي نظمتها غرفة الأحساء في مقرها، مساء أمس الأول، تحت عنوان «تأثير الإعلام على فكر وثقافة المجتمع»، وأدارها مدير الإعلام والنشر في الغرفة خالد القحطاني: إن الإعلام ينبغي ألا يمارس «الأستاذية» على الجمهور، وألاَّ يكون أداة للتضليل والكذب، مشيراً إلى أن الإعلام منوط به أن يكتشف الحقيقة لا أن يخترعها. وأوضح أن أكثر ما يفسد دور ورسالة الإعلام في المجتمع، هما المال والسلطة، لذا فإن معركته طويلة من أجل أن يكون حراً ومستقلاً ونزيهاً. وبين أن الإعلام يمثل «السلطة الرابعة»، أما اليوم فإن وسائل الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي أصبحت «السلطة الخامسة»، التي يجب أن تمارس دوراً رقابياً كاملاً على «السلطة الرابعة»، وأن تحاكمها على المصداقية والمهنية، موضحاً أن الإعلامي الناجح هو من ينظر إلى الناس وحاجاتهم وقضاياهم وأن يكون رقيباً صادقاً على نفسه. وشدد المديفر على أن الإعلام سلطة ينبغي أن تقوم برسالتها ودورها كما يجب، وأن تكون عين المجتمع، مبيناً أن الإعلام حالياً لا يؤدي دوره كما ينبغي، وأن بعض الإعلاميين لا يسعون إلى اكتشاف الحقيقة وتقديمها للناس بتجرد وحياد وموضوعية، بل ربما يخترعونها، لذلك فإن كثيراً منهم، لا يعون دورهم وواجبهم المهني الحقيقي. ودعا إلى ضرورة إعادة قراءة دور ورسالة الإعلام ليكون حراً ومستقلاً ونزيها، وأن يؤدي دوره كاملاً في الرقابة، وأن يكون صوتاً للناس وعيناً للجمهور، لافتاً إلى أن معادلة الإعلام بسيطة في جوهرها كونها تجمع بين أمرين فقط، هما: واقع الناس وطموحاتهم، وما يحدث بين الأمرين من حركة وحراك.