في إنجاز طبي وعلمي جديد في تشخيص وعلاج أمراض القلب الوراثية لدى الأطفال؛ تمكّن فريق طبي من مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب في القصيم، بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض؛ من اكتشاف ثلاثة مورِّثات جينية تتسبب في اعتلالات صحية لقلوب الأطفال؛ إذ يتسبب الأول في توسُّع الشريان الأورطي؛ والثاني في ضعف عضلة القلب؛ والثالث أدى إلى ولادة أطفال لديهم تضخم في عضلة القلب مع سوائل مترشحة حولها، وأدى إلى وفاتهم في عمر مبكر لا يتجاوز ثلاثة إلى أربعة أشهر. أوضح ذلك المشرف العام على المركز الدكتور عبدالرحمن المسند، الذي أضاف أنه، من خلال الفحوصات التي أجريت لعينات دم هؤلاء الأطفال، تم اكتشاف هذه الجينات المورِّثة؛ وبيّن أنه نتيجة لهذه الاكتشافات وما توصلت إليه أبحاث الأطباء من الجانبين؛ فإنه بات بالإمكان وبالتعاون مع مركز أو عيادة متخصصين في "التلقيح الصناعي" أو ما يُعرف ب"أطفال الأنابيب"؛ اختيار العينة غير المصابة بالجينات المورِّثة وتلقيح بويضة المرأة بها؛ مما يؤدي إلى إنجاب أطفال غير مصابين بأي من أمراض القلب الوراثية. واعتبر الدكتور المسند هذه الاكتشافات فتحاً كبيراً في طب أمراض القلب الوراثية؛ كونها سببت نقلة نوعية في التشخيص المبكر وصولاً إلى مرحلة ما قبل الحمل عبر "التلقيح الصناعي" لدى الأسر التي ينتشر فيها المرض، ومن ثم اختيار عينة لا تحمل الجينات المورثة لهذه الأمراض؛ لافتاً إلى أن هذا الإنجاز جاء أيضاً كنتيجة للتعاون المثمر بين مركز الأمير سلطان للقلب في "القصيم" ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، ممثلة بعيادتي الطب الوراثي بإشراف استشاري الأمراض الوراثية الدكتور زهير الحصنان، وعيادة القلب بإشراف استشاري كهربائية القلب الدكتور ماجد الفيّاض. إلى ذلك، توقَّع استشاري الأمراض الوراثية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور زهير الحصنان، أن هذه الاكتشافات ستُسهم في الحد من انتشار أمراض القلوب الوراثية لدى الأطفال بنسبة كبيرة، وستساعد في رفع المعاناة عن الأسر التي تنجب أطفالاً يصابون باعتلالات صحية في القلب نتيجة عوامل وراثية؛ إذ أن تحييد هذه الجينات المورثة قبل الحمل سيؤدي إلى ولادة أطفال بقلوب سليمة. بريدة | هادي العنزي