منذ أكثر من أربعين عاماً والنظام السوري يهدد بالمقاومة والممانعة ويتحدث عن التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل وهو فعلاً يطوي ملف الجولان ويتناسى ملف الإسكندرون مع تركيا مقابل البقاء في سدة الحكم. وعندما هددت تركيا بهجوم عسكري على سوريا قبل نحو خمسة عشر عاماً بحجة أن حزب العمال الكردي ينفذ عمليات ضدها انطلاقا من سوريا، وطالبت دمشق بتسليم عبدالله أوجلان، سرعان ما نفذت دمشق بقيادة حافظ الأسد هذا الطلب بطريقة أو بأخرى وسلمت عبدالله أوجلان. وعندما طلبت الولاياتالمتحدة من دمشق إغلاق مكاتب الفصائل الفلسطينية عام 2003 وتخفيض عدد الجيش السوري وحل حزب البعث سرعان ما استجابت دمشق لهذا الطلب وبقيت مكاتب الفصائل الفلسطينية مغلقة لأشهر عدة، والأخطر أنه عندما طلبت واشنطن من حافظ الأسد إرسال جيشه إلى لبنان عام 1976 لكبح جماح الحركة الوطنية والثورة الفلسطينية التي كادت أن تسيطر على المناطق الشرقية من بيروت وسحبها من المتعاونين مع إسرائيل، دخل الجيش السوري وردع هذه القوى. واليوم مطلوب تسليم الكيماوي مقابل بقاء النظام السوري، فما الذي يمنع، وكأن هذا السلاح ملكاً لآل الأسد، كما هو الجولان والإسكندرون. كل ذلك ملك لسوريا والسلاح وحده الذي يقيم توازناً استراتيجياً مع النووي الإسرائيلي.. إنه لوضع سيئ لبلادنا ولذلك ترحب إيران أيضا كما إسرائيل.