ما زالت الحكومة العراقية تتجاهل المتظاهرين الذين خفت حماستهم، لكنهم جددوا انتقادها أمس، واتهموا رئيس الوزراء نوري المالكي بالتعامل «بازدواجية» مع الشعب وبدعم الميليشيات، وتنفيذ اعتقالات عشوائية في شمال بغداد. وقال إمام وخطيب المعتصمين في الرمادي (محافظة الأنبار) الشيخ حسين الدليمي، إن «الحكومة تتعامل مع أبناء الشعب بطائفية ستجعل البلد مفككاً، وقد يكون جاهزاً للتقسيم. وهي تدعم المليشيات في قتل الشعب وفي الوقت ذاته تعتقل الأبرياء لأسباب طائفية، وتتغاضى عن المليشيات وفي الوقت ذاته تنكل بسكان حزام بغداد». ودعا الدليمي محافظ الأنبار الجديد إلى «العمل على تغيير واقع المحافظة نحو الأفضل، وأن يعمل وفق إحقاق الحق بما يجعل المواطن مطمئناً إلى حياته ورزقه وأن يحارب المستغلين والمتاجرين باسم الأنبار». وأضاف «هناك فساد كبير في المحافظة في المجالات كافة، خصوصاً في الجانب المادي. وهناك أشخاص غير كفوئين تجب محاربتهم والعمل على توفير مقومات الحياة لليتامى والفقراء. وعلى مجلس المحافظة العمل بجد لإطلاق المعتقلين الأبرياء». في الفلوجة قال إمام المعتصمين الشيخ أحمد العلواني إن «هيبة الدولة سقطت في نظر الشعب العراقي بسبب التهميش والإقصاء، وعدم وقوف الحكومة على مسافة واحدة من أبناء البلاد». وأضاف أن «الحكومة وصفت مطالب المعتصمين بالمشروعة، ويقولون عن أنفسهم إنهم دولة قانون، وبعدها تصف ساحات الاعتصام بالفقاعة النتنة. وبعدها يخرج رئيس الوزراء ليقول إن المعتصمين منتظمون ومطالبهم قانونية في ازدواجية ونفاق حتى يتم قمع ساحات الاعتصام في الفلوجة والحويجة وفي الموصل وبغداد». وتابع: «عندما خرجت تظاهرات كربلاء والنجف وذي قار وبابل والبصرة ومحافظات أخرى قبل أيام استخدم المالكي وجيشه عمليات القمع والاعتقال لضمان عدم اتساع حركة التظاهرات في أمر واضح وفي نهج ازدواجي لمنع المواطنين من المطالبة بحقوقهم. إن الشعب لم يجن من المالكي وحكومته إلا الدماء والاعتقال والتهجير، كما لم يجن المواطن إلا المقابر والمشافي والمعتقلات والعالم لا يحرك ساكناً أمام الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء البلاد، ونقول للشعب صبراً فإن النصر قريب». ودعا أمام الجمعة في سامراء الشيخ أيوب حميد الشعب إلى «الضغط على الحكومة لتلبية مطالب المعتصمين»، وقال إن «الحكومة أثبتت طائفيتها باستجابة مطالب متظاهري الجنوب». وزاد أن «ما يحدث في العراق من تفرقة طائفية بات واضحاً اليوم، فرئيس الوزراء الذي همش اعتصاماتنا ونعتها بالفقاعات النتنة، استجاب مطالب أهلنا في الجنوب رغم دعمنا لهم ولمطالبهم». ووصف العمليات الأمنية التي تجري في حزام بغداد والاعتقالات وغلق المناطق والمنافذ بأنها «غطاء للمليشيات التي أخذت تقتل وتهجر أهالي هذه المناطق تحت أنظار القوات الحكومية». وقال إن «الشعب العراقي شعب واحد وعلى إخوتنا في الجنوب التوحد مع العراقيين جميعاً من أجل خدمة العراق والعراقيين ونبذ الطائفية». وشهدت الجوامع الرئيسية في بغداد والموصل وديالى صلوات موحدة نددت بسياسات الحكومة الاتحادية، فيما انتشرت قوات أمنية في محيط هذه الجوامع خوفاً من استهداف الجوامع.