دعا أمين عام اتحاد الشغل في تونس حسين العباسي، الائتلاف الثلاثي الحاكم «الترويكا» والمعارضة إلى مزيد من «التنازلات المؤلمة» لإنقاذ تونس، مؤكداً أن الحوار لن يتواصل في ظل جلوس الأطراف المعنية في مجموعات متفرقة لينتهي الأمر إلى اللاتوافق. وقال العباسي إنه من الضروري التوصل إلى حلول عملية «وإلا فسنضطر إلى إعلان أربع حقائق مؤلمة من الضروري أن يعرفها الشعب التونسي»، حسب قوله. وانتهى أمس الثلاثاء اللقاء بين ممثلي أحزاب «الترويكا» وممثلي الرباعي الراعي للحوار الوطني في مقر الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي في العاصمة التونسية دون التوصل إلى اتفاق حول سبل الخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد منذ مقتل النائب المعارض محمد البراهمي. وأوضحت «الترويكا» عزمها إنهاء عمل الحكومة المؤقتة في مدة تتراوح بين الشهر والشهرين، فيما تمسّكت بمواقفها إزاء باقي المبادرات. وتطالب المعارضة التونسية بحل المجلس التأسيسي المنتخَب وتشكيل حكومة جديدة تُدير البلاد لحين إجراء انتخابات جديدة. في سياق آخر، أصدر تنظيم «أنصار الشريعة» بياناً أمس رداً على إعلان حكومة علي العريض تصنيفه كتنظيم إرهابي. وأرجع «أنصار الشريعة» تصنيفه تنظيماً إرهابياً إلى «صعود نجم التيار وكسبه القلوب وتوسُّع دائرة مناصريه والمدافعين عنه، فهرعوا فزعين مسرعين إلى تصنيف هذا التنظيم على قائمة الإرهاب ورموه بقوس العداوة». ووصف بيان «أنصار الشريعة» اتهامات وزارة الداخلية له بالإرهاب ب«الرقصات البهلوانية والحركات المسرحية التي حبكها أعداؤنا مجتمعين فلم يُحسنوا الحبكة». واعتبر البيان تصنيف «أنصار الشريعة» مجموعةً إرهابية «مؤامرة لإيجاد ذريعة تخوِّل إعطاء الضوء الأخضر لأمريكا للتدخل المباشر وتبرير صفقة القاعدة الأمريكية في رمادة والتمهيد لها بإعلان المنطقة الحدودية الجنوبية منطقة مغلقة معزولة بدعوى الجهود الحثيثة في مكافحة الإرهاب». وزعم البيان استقلال «أنصار الشريعة» تنظيمياً وعدم ارتباطه بأي جماعة في الخارج، لكنه استطرد «نعيد التذكير بأن منهجنا مُعلن لا خفاء فيه ولا امتراء، وولاؤنا لقاعدة الجهاد والتشكيلات الجهادية في العالم مُعلن منذ أول يوم ولا نخجل أن نجدد اليوم إعلانه بصوت أعلى». وخاطب البيان مَن وصفهم ب«طواغيت الحكم في تونس» بالقول إن «أنصار الشريعة لن يتراجعوا وسيلزمون أقصى درجات الصبر والجلَد والتحمُّل».