قال ياسر الحسن في المؤتمر الصحفي الخاص بمسرحية «مريم .. وتعود الحكاية» في مهرجان المسرح العربي الرابع في عمَّان: إن المسرحية لفرقة نورس المسرحية السعودية، وترعاه جمعية الثقافة والفنون بالدمام، و»مريم هي الحكاية الأم والبنت والأخت. مريم هي الوطن». والمسرحية من تأليف ياسر الحسن، وإخراج عقيل الخميس. ومَنْ يتحدث إلى مريم؛ أي إلى رحمة ناصر الظافر سوف يكتشف لمعنى الكلمة، أو الحكاية، ظلالاً أخرى، مع أنها الطفلة التي لم تبلغ بعد الثانية عشرة من عمرها، وهذه الظلال الأخرى، أو المعنى الآخر للأشياء عند رحمة لا يمكن القول بأنها حكمة، بل هي مزيج التلقائية والعفوية الطفولية بالإحساس الصادق والبريء الذي يجعلك تقف في مواجهة اللا متوقع. رحمة، وهي أصغر ممثلات المهرجان سناً، ومن بين الممثلات الأكثر تأثيراً على مشاعر الجمهور، قالت إن مواجهتها للجمهور ووقوفها على الخشبة لم تحدث لأول مرة في هذه المسرحية، بل سبق لها أن شاركت في الكورال المدرسي، كما شاركت في مسرحية للأطفال، وتشارك أيضاً في الإذاعة المدرسية باستمرار، الأمر الذي أعطاها الثقة بنفسها في مواجهة جمهور مسرحي، بل جعلها قادرة على التصرف بعفوية شديدة. أيضاً كان والدها الممثل ناصر الظافر يصطحبها معه إلى التمرينات المسرحية التي يؤدي فيها أدواراً، وكذلك يصطحبها لمشاهدة عروض مسرحية للأطفال والكبار، ما خلق لديها «ألفة مسرحية» تجاه الخشبة. أما دور مريم في «مريم .. وتعود الحكاية» فلم تكن تُعِد نفسها للمشاركة فيه، وقالت «فكّر صديق والدي ياسر الحسن بإسناد الدور لي عندما اضطرت زميلة كانت تقوم بالدور إلى مغادرة الفريق، فقدم لي النص، ولما وافقت، ووافق والداي أن أقوم بدور «مريم»، أُجري لي اختبار تمثيل، ونجحت في المهمة، فأنا أحب المسرح والتمثيل». وهنا يتدخل أحد الممثلين من العمل: لقد اجتازت خلال فترة وجيزة الإعداد عبر التمرينات والتوجيهات التي تأتي من قبل المخرج والكاتب وزملائها الممثلين إلى حدّ مثير للإدهاش». أما هي فتتابع، على خفر «نعم، لقد أحبّ الناس العرض كثيراً، وأحببت باقات الورد التي قدمت إليّ بعد انتهاء العرض، فقد كانت جميلة». وتقول رحمة الظافر عن مريم «مريم طفلة مرضت أمها بالسرطان، أقصد بالطاعون، وماتت، ثم بقي أبوها الذي غرق في البحر فيما بعد، ولم يكن قد غرق، لكنها أصبحت يتيمة فعاشت مع جدّها لأبيها». وتضيف: «ورغم أن اسمي رحمة، أي أنا رحمة ولست مريم، فقد أحسست بأنني مريم، وهم قالوا لي أيضاً أنني إذا أردت النجاح في تقديم هذا الدور عليّ أن أحسّ بأنني مريم». وتصف رحمة مريم على النحو التالي «هي طفلة مسالمة لا تحب أن تؤذي أحدا، وكلهم يحبونها، فقد كانت ساذجة جداً. وأديت الدور وأنا مقتنعة تماماً أنني بتّ أعرف مَن هي مريم». وتقول «كنت أجلس مع الممثل يحيى العلي، الذي يقوم بدور سقّاء الماء، وكان يشرح لي أكثر من غيره عن مريم والشخصية. لقد استفدت منه كثيراً». وفي حال عُرِض عليها دور لتقوم به تقول: «أفعل ذلك إنْ وافق والديّ». وهنا يتدخل الممثل الوالد ناصر الظافر، فيوضح أنها تلقت بالفعل عدداً من العروض للقيام بأدوار جاء أغلبها من مخرجين سينمائيين للعمل في أفلام قصيرة، وكذلك للعمل في أدوار مسرحية كان آخرها هنا في المهرجان، حيث عرض أحد المخرجين الأردنيين عليها أن تقوم بدور في عمل مسرحي. وعن الدور الذي كانت تودّ أن تقوم به على الخشبة، قالت رحمة الظافر: «زعيمة الجراثيم»، نعم كنت أودّ القيام به لأنني أعتقد أنني أستطيع ذلك، في مسرحية «زعيم الجراثيم» التي تتحدث عن صراع البكتيريا داخل جسم الإنسان، لكن إذا أحب لي القائمون على عمل ما هذا الدور، وليس ذاك، فإنني أوافق». غير أن المفاجئ في ما يخص الممثلة رحمة الظافر أنها لا تعتقد أنها ستسمر في التمثيل، وتقول: «بل أتمنى أن أصير مهندسة، فأنا أحب الرسم». مهندسة ماذا؟ ديكور مثلاً يا رحمة؟ يسأل محاوِرها فتجيب: «بل مصممة أزياء». حتى لو عرض مخرج ما دوراً كبيراً للقيام به في المسرح؟ يضيف المحاور، فتنظر إلى والدها، وتقول بعد صمت: «سؤالك محيِّر، بصراحة لا أعرف». لكن الوالد الممثل يقول: «لا دخل لي أنا ووالدتها في خياراتها الشخصية المستقبلية، لكن إنْ وافقنا على ذلك عندما تكون هي مقتنعة بما تفعل فهل سيتقبل المجتمع ذلك، وهو المجتمع المحكوم بعاداته وتقاليده؟ هذا السؤال بالفعل محيِّر، كما قالت، والإجابة عليه في رحم المستقبل، وليس الآن». وماذا لديكِ لتقوليه لأبناء جيلكِ يا رحمة، فتقول رحمة: «كل بنت، أو ولد، أو أي أحد عنده موهبة، أو الرغبة للقيام بعمل، فليقم به». إنها مريم .. وتعود الحكاية.