حظيت المسرحية السعودية «مريم وتعود الحكاية» بإشادة عربية مميزة، وذلك بعد عرضها يوم الجمعة الماضي على مسرح مركز الحسين الثقافي بالعاصمة الأردنية عمّان. وأبدت مديرة إدارة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت كاملة العياد إعجابها باستخدام الموروث الخليجي المدفون وبالسينوغرافيا التي سادت الموقف في المسرحية مجسّدين القصة بجمال غير معهود وبطريقة القماش البسيطة، وقالت العياد: أحيّي المسرح السعودي وأحييهم على استلهام تراثنا الذي كل ما ابتعدنا عنه تغرّبنا، مشدّدة على الانطلاق من التراث، وبأن العمل أشار إلى عدة أشياء (الطبعة- الطاعون - تحول التجارة والكساد والقصص الإنسانية)، مختتمة حديثها بقولها: العرض السعودي أثبت أنهم على قدر من الثقافة والوعي والمعالجة الاجتماعية. واشاد مدير إدارة اتحاد الممثلين المحترفين في تونس سليم الصنهاجي بالعرض السعودي، مشيدًا بتجربة سعودية سابقة شاهدها بمسرح قرطاح قبل 7 سنوات، معتبرًا عرض «مريم وتعود الحكاية» قفزة نوعية للطرح السعودي ويعنى بالمسرح كوجود في المملكة، وقال الصنهاجي: فرحت أكثر لهؤلاء الشباب الذي نتبأ لهم خيرًا، منوهًا بأن هذا العرض مكّنه من رؤية لعبة مسرحية كل عناصرها مكتملة من قماش وهو ما يحب للمخرج والموسيقى المصاحبة للعمل أعطت روح الحب للعمل، وأضاف: تفاجأت كثيرًا بوجود الطفلة «رحمه ناصر» ووجودها بالمساحة التي معظمها ممثلين، وقد ذكرتني بلقطات من أعمال «تشابلن» مع الطفل الصغير، مضيفًا أن الحضور ليس جسدًا بل روح وهي أعطت روحًا للمسرحية. وتابع الصنهاجي قوله: أن الشباب الممثلين وصلتني منهم كمتفرج شحنة للعمل وحب للمسرح، وأطالبهم بالحذر من الانطفاء وأن يكونوا شعلة حتى يواصلوا أعمالهم، مشيدًا بدور جمعية الثقافة والفنون التي ليست للإنتاج أو التحضير بل في الرعاية والمتابعة. أما المسرحي البحريني عبدالله السويد فذكر أن هذه المسرحية هي تكملة لسلسلة من الأعمال المسرحية للفرقة، وأن الجسد حركة يبدع من خلالها المخرج دائمًا عقيل الخميس، واستغلاله الجيد للقماش مع الإضاءة وأجسام الممثلين، مضيفًا أنه تمنى تخفيف البكائية في العمل وتكثيفًا أكثر للقصة، مؤكدًا أن الكاتب يبقى مبدعًا والمخرج يعتبر اسمًا مهمًا في الإخراج في المسرح السعودي رغم صغر سنه، ولقد قدم الفريق السعودي لحظات لا تنسى كفريق يؤثر في الصالة، مشيدًا بالطفلة رحمة ووصفها بأنها هي «الفراولة» في النص في ضحكاتها وتألقها، وتبقى التجربة السعودية تتألق يومًا بعد يوم. وقال المسرحي والإعلامي المصري محمد غبّاش: تفاجأت بالعمل والمستوى الذي وصل إليه بالسينوغرافيا، تعوّدنا سابقًا أن نرى عملا سعوديًا يردد خطابًا مسرحيًا معينًا، لكن ما شوهد في عرض «مريم وتعود الحكاية» عملا مغايرًا ومخالفًا لم نعرفه، وحالة السينوغرافيا أوصلتنا إلى النص والكلمة حتى لو لم نعرف اللغة العربية، الحالة المقدمة من خلال القماش أوصلت المفهوم. كما أشادت المخرجة المسرحية الأردنية سناء أيوب بالعمل سينوغرافيا، وبالطفلة «رحمة ناصر» وبالمساحة المقدمة لها ك «أنثى» في العمل المسرحي. الجدير بالذكر أن مسرحية «مريم وتعود الحكاية» تناولت فترة الحرب العالمية الثانية وما كان لها من أثر اقتصادي مريع على سكان الخليج العربي، فقدمت المسرحية مزجًا من الواقع والأساطير المحلية المتوارثة على مر الأجيال المتعاقبة، والمسرحية من تأليف ياسر الحسن، وإخراج عقيل الخميس، وتمثيل: حسن يوسف، وحسن العلي، ويحيى العلي، وعصام بريمان، والطفلة رحمة ناصر، وأحمد الحمدان، ومرتجى الحميدي، وموسى جعفر، وأمين شبيب، ومحمد الشويخات، وإضاءة محمد السبع، وإكسسوار أيمن درويش، وإدرة مسرحية ناصر الظافر.