مريم وتعود الحكاية» عرض مسرحي ضمن فعاليات مهرجان الفرق المسرحية الذي اختتم الثلاثاء في الرياض من تأليف ياسر الحسن وإخراج الشاب عقيل نص «مريم وتعود الحكاية» مأخوذ من مجموعة قصص تراثية مازال المجتمع الخليجي يتذكرها وهو عمل مسرحي متكامل في جميع جوانبه الفنية من موسيقى تضيف إلى الحوار بعدا عاطفيا، وأداء متميز مؤلفا ما بين مسار الحضارتين الشرقيةوالغربية من خلال استخدام موسيقى تراثية مع موسيقى تتصل بالحضارة الغربية، وهذا الدمج رفع درجات قيمة العرض.الموسيقى كانت مناسبة للوحات التي قدمت على منصة المسرح، برغم كثرتها، ما أدى إلى أن يفقد المشاهد التركيز، إلا في لحظة ذكاء من المخرج ينتقل معها إلى لوحة أخرى أجمل وقد أضاف استخدام القماش الأبيض صورة ضوئية أخرى. لقطة من المسرحية (اليوم) «بعد العرض بدأت الجلسة النقدية التطبيقية بإدارة أحمد الحميميدي وقدم الورقة النقدية للعرض المسرحي المخرج محمد الجفري الذي قال إن مريم البراءة ومريم الرمز ومريم العذراء اسم تجتمع عليه كل الديانات السماوية، هكذا أراد أن يقول لنا المؤلف ياسر الحسن من خلال عودة حكاية مريم ففي كل زمن هناك حكاية لمريم عندما تصبح الكلمة حالة من جنون المعقول والجسد براكين من نار ثورة العقل، وقد كان المخرج بارعا في الديكور واستفاد من كل مساحات الخشبة. وعن النص يقول الجفري هذا النص يسيطر عليك يربط ما بين حاضرك وماضيك بخيط رفيع لا يتجاوز سماكة الحبل السري الذي يربط الجنين بالحياة وربما الموت ، يستفزك ويحرك داخلك كل غرائزك الحسية، نص كتب بطريقة تصويرية فتشاهد ما تقرأ وتقرأ ما تشاهد وهو يوضح لنا بداية الخط والطريق الاقتصادي الذي قامت المنطقة من سنوات، وفي النهاية هو عبارة عن لوحة درامية رسمت بكل إتقان. إن مريم البراءة ومريم الرمز ومريم العذراء اسم تجتمع عليه كل الديانات السماوية، هكذا أراد أن يقول لنا المؤلف ياسر الحسن من خلال عودة حكاية مريم ففي كل زمن هناك حكاية لمريم ويتابع الجفري: شخصية «مريم» هي المحور الأساسي بالعمل وهي ماء الحياة للعمل، وقد برعت الطفلة «نورة» في إيصال هذا المفهوم البناء الدرامي. ويضيف المسرحي الجفري: أعجبني ذلك التفاهم والتجانس والانسجام بين الممثلين وكذلك مستوى الهرموني العالي للأجساد في الأداء والتعبير الحركي للوحات التوقيعية التي تسيدت العرض، لقد شكل الجسد هنا المعنى الكامل لكلمة الجسد والفراغ المسرحي.ويختم: كان عرض «مريم وتعود الحكاية» طليعيا واعدا مبشرا بمستقبل جميل لحركة مسرحية خالية من جميع الأمراض.ثم فتح مدير الندوة المجال للمداخلات والتي أكدت على أن العرض كان عملا مسرحيا حقيقيا،وان المخرج استطاع تقديم عمل ممتع للجمهور الكبير الذي حضر وصفق أكثر من مرة.