تكثر جلسات السهر والسمر ولقاءات الأصدقاء داخل صالات الكوفي شوب التي تنتشر في شوارع مدينة حفر الباطن الرئيسة، ويقصدها عديد من الشباب، وتجذب المقاهي كثيراً من الناس للجلوس وتبادل الأحاديث، كما تجذب عديداً من رجال الأعمال حيث يجدون الراحة والهدوء فيها. حب التغيير والتجربة وأوضح الشاب حمود عبد المحسن العقيل أنه ورفاقه الشباب يحضرون إلى صالة الكوفي شوب لتناول القهوة بأنواعها المختلفة، وذلك من باب حب التغيير والتجربة، حيث تتعدد أنواع القهوة التي يحبها الشباب فمنها الأسبريسو والكابتشينو والقهوة التركية والفرنسية، إضافة إلى القهوة العربية، حيث تأخذهم هذه المشروبات المتعددة بعيداً عن روتين البيوت. الابتعاد عن التسكع وقال بندر فضل البعيجي (موظف): «الجميل في المقاهي أنها تبعد كثيراً من الشباب عن التسكع في الشوارع ومراكز التسوق ولا تتركهم فريسة سهلة لأصدقاء السوء والانحراف»، وقال: «تتميز صالات الكوفي شوب بجلساتها الهادئة والمنظمة، حيث يسارع أصحاب هذه المحلات لتقديم كل ما يجذب الزبون من عرض لمباريات كرة القدم وخدمة الإنترنت والتفنن في عمل الديكورات المميزة والهادئة التي تريح النظر والنفس». اجتماع الأصدقاء أما سالم حميد العنزي – طالب جامعي- فيؤكد أنه يتوجه إلى المقهى أثناء وجوده في حفر الباطن لاحتساء المشروب المفضل لديه، والابتعاد عن إزعاج وزحام الشوارع، في ذات الوقت يجتمع مع أصدقائه في أجواء هادئة لتبادل الأحاديث والنكات والشؤون اليومية. وأشارعبد الكريم ضحوي – موظف- إلى عدم وجود مكان يمكن أن يقصده الشباب للترفيه غير صالات الكوفي شوب والمقهى وأضاف: «هو مكان هادئ نتسامر فيه مع الأصدقاء، وأفضّل شرب القهوة التركية، وأجد فيه الأصدقاء الذين أفضل الحديث معهم». وقال: «نحتسي بعض المرطبات، كما أن أسعار مشروبات الكوفي في متناول الجميع». علاقات اجتماعية وعملية ولا يفضل المهندس سرحان حمود العقيل مستشار العقاري التركيز على محل بعينه، وقال: «أتجه لأقرب مقهى يصادفني»، وأضاف: «بحكم أنني مستشار عقاري لدي علاقات مع زملاء العمل من داخل وخارج حفر الباطن، وهروباً من روتين المنزل ألتقي مع زملاء العمل في صالة الكوفي شوب، نتسامر في بادئ الأمر فيما يتعلق بالعمل، ثم تتشعب بنا الأحاديث في شتى الاتجاهات». المقاهي الشعبية من جانب آخر سجلت المقاهي الشعبية في محافظة حفر الباطن إيرادات وصفت ب «العالية» في شهر رمضان حيث قدرها عدد من العاملين في هذه المقاهي ومنافذ بيع المعسل والجراك بنحو أربعة ملايين ريال، مرجعين هذا الارتفاع للإقبال المتزايد من فئة الشباب خاصة في الفترة الحالية. وشهدت منافذ البيع المقدرة بأكثر من أربعين منفذاً لبيع الجراك والمعسل التي يتمركز معظمها على طريق الملك عبد العزيز المتجه جنوب مدينة حفر الباطن بمسافة تبعد 15 كيلو متراً، ارتفاع معدل الطلب لشراء المعسل خلال إجازة نهاية الأسبوع ارتفاعاً ملحوظاً، وقدره بعضهم بزيادة وصلت إلى 80%. أربعة أطنان معسل وجراك يومياً وذكرت مصادر عاملة في أكثر من ثلاثين مقهى إضافة إلى الاستراحات والمقاهي أنها تستهلك يومياً نحو ثلاثة أطنان إلى خمسة أطنان من المعسل والجراك ويرتفع معدل الطلب في نهاية الأسبوع لتدفق الموظفين، مع اختلاف نوعية الطلب، وتنوع المعسل إذ يستهلك الشاب نصف كيلو معسل يومياً، ما يقدر بثلاثة رؤوس في الليلة الواحدة، والفئة العمرية المستهلكة من الشباب، ما بين 18 سنة و25 سنة، وهي الأكثر إقبالاً على المقاهي. السهر حتى الفجر وأرجع عيسى حميد ذياب – متخصص في علم النفس- أسباب تدفق الشباب إلى المقاهي خلال شهر رمضان وما بعده، إلى عدة عوامل منها رغبة الشباب في السهر حتى تناول وجبة السحور، أو حتى الصباح، وعدم الدخول في أعمال بهدف الراحة حسب اعتقادهم، خاصة مع ارتفاع رسوم الاشتراكات في الأندية الرياضية الخاصة التي يقبل عليها قطاع كبير من الشباب المقتدرين. أنواع جديدة من المعسل وكانت السوق المحلية قد شهدت في الآونة الأخيرة تدفق أنواع وأسماء جديدة من المعسل ساعدت في ارتفاع المبيعات، وقد حذر أطباء في مجال القلب من الوفاة مباشرة لانسداد الشريان جراء استخدام المعسل بأنواعه، إضافة للأمراض الجانبية مثل الضعف الجنسي وغيره من الأمراض. يذكر أن مكونات المعسل والجراك تدخل فيها نسبة: 30% تبغ، و50% مولاس، و20% بهارات وفواكه مجففة ومطحونة، وتختلف نسبة النيكوتين، حيث تصل في حدها الأدنى إلى 0.27%. معسلات تجذب الشباب انتشرت أسماء جديدة يتداولها أصحاب بيع المعسل في حفر الباطن، تحمل أسماء أشهر الماركات العالمية مثل: معسل ردبول وأيفون وجالكسي، وأشار عصام اليمني أن إيرادات محلات بيع التبغ ترتفع بسبب بيع المعسل ذي الأسماء الغريبة، مؤكداً أن هذه المسميات ما هي إلا وسيلة جذب للشباب، وأن مكوناتها بسيطة جداً، مشيراً إلى أنها «خلطة خاصة نقوم بإعدادها وتجهيزها للمستهلك النهائي للبيع». إبعاد المحلات عن النطاق العمراني وأكد عدد من ملاك محلات بيع التبغ أن بلدية حفر الباطن دخلت في طور إبعاد محلات بيع التبغ والمعسل إلى خارج محافظة حفر الباطن، كونها تسببت في زحام بسبب موقعها الحالي وسط السوق التجاري، الأمر الذي سبب اختناقات مرورية، وجعل ذلك بعض الأهالي يتضجرون من زحام السوق، وكان عدد من المحلات قد انتقلت من موقعها القديم إلى موقعها الجديد على طريق الملك خالد. من جهته أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية حفر الباطن محمد عايد العنزي أن نقل المحلات كان بناء على تعميم من الوزارة بخصوص نقل محلات بيع المعسلات، «وقد أقر قبل سنتين، وتم إعطاؤهم مهلة للنقل بحسب منطوق التعميم»، شرط أن يكون المحل على شارع عرضه أربعون متراً فما فوق بشرط أن يبتعد عن المسجد أو المدرسة مسافة لا تقل عن 500 م. مجموعة من الشباب خصصوا بعض الوقت لقراءة وتصفح الشرق شاب يقضي وقت فراغه في أحد محلات الكوفي شوب (تصوير: مساعدالدهمشي)