أثبتت دراسة حديثة أن السائح السعودي هو الأكثر إنفاقاً في العالم، ويتفوق على السائح الأوروبي بما قيمته 60% من الإنفاق! ويصدق ذلك حين تشاهد سائحاً أوروبياً يحمل «شنطة متاعه» على ظهره ويتوسدها لينام في كوخ أو غرفة متواضعة بل حديقة عامة أحياناً ويمشي لا يتحدث كثيراً مع غيره. السائح السعودي محور مقالي هنا. مع الأسف يذهب هذا السائح مقدماً طيبته وتلقائيته وحُسن ظنه بالناس! وهذا خُلق محمود لكنه يصل لدرجة السذاجة أحياناً في التعامل وفي الإنفاق! ويكون مذموماً حينئذٍ لضرره على صاحبه. فالإنفاق غير المقنن تبذير واستغفال! لذا تجد بعضاً من السائحين السعوديين مستهدفاً ويحسن الظن بكل مَنْ يقابل، ويكون صريحاً لدرجة السطحيّة! لا يحذر ولا يحتاط، وأحياناً يمشي وحده ويتعامل مع كل من يظهر له المساعدة، لا يخطط لسفره مبكراً، ولا يخطط لأماكن العائلات المناسبة لعاداته وتقاليده وقبل ذلك دينه، ويدفع طبقاً لأول ثمن يسمعه! لا يركب المترو ولا القطار ولا الباص! تجده يستأجر سيارة بسائق! بثمن ينزف ميزانيته! يعيش كأن ميزانية رحلته 5% من ثروته! وحقيقة ميزانيته 150% مما يملك! يتورط بالديون لأجل أن يرجع من سفره ليردِّد – بتفاخر وتكاثر- «ذهبت هنا وهناك!». الساذج سليم النيّة، غافل عن خدع المحتالين، والمسلم كَيِّس فَطِن، ليس مخادعاً ولا المخادع يخدعه، يتنبه لما ينفعه، ويبتعد عمّا يضره، يقتنص الفرص لرفاهية نفسه بما يرضي ربه، ويعود من سياحته ليتجدد عمله لدينه ووطنه.