عندما تفتح الجامعات أبوابها معلنة بدء التقديم للالتحاق في التعليم الجامعي، (ادخل تخصصا له مستقبل) عبارة كثيراً ما تتكرر على مسامع خريجي وخريجات المرحلة الثانوية وذلك عند بداية تحديد الكلية والتخصص الذي يقرر الطالب الالتحاق بهما. بعد أيام قليلة يبدأ الطلاب والطالبات في التخبط ما بين تخصص وآخر، وعديد منهم في حيرة من أمره، هل يختار ما يرغب فيه الأهل؟ أم ما يتمناه ويحلم به؟ أم يختار تخصصاً يفتقر المجتمع لوجود خريجين فيه! نماذج عديدة تتكرر في أوساط المجتمع نتيجة التخبط الحاصل الذي يتسبب في عدم قدرة الشباب والشابات على تحديد التخصص المرغوب الالتحاق به في الجامعة. في إحدى الجامعات نرى طالباً يتخصص تخصصاً لا رغبة له فيه، ثم يخفق ويُهمِل في دراسته، فيخرج من الجامعة بسبب انخفاض المعدل الدراسي، يرجع السبب في ذلك إلى أن والده أرغمه على الدراسة في هذا التخصص. وفي موقف آخر قالت لي إحداهن يوماً، إنها سافرت وزوجها إلى الخارج ليتخصص زوجها في (علم الجريمة) ويعود حاملاً درجة الماجستير في هذا التخصص ليعمل في إصدار البطاقات في الأحوال المدنية نتيجة عدم وجود وظائف في المجال الذي تخصص فيه من قبل. من المحزن أن نرى بعضهم يذهب إلى الخارج ويغترب عدة سنوات ثم يعود دون أن يلاقي فرصة وظيفية ملائمة للتخصص الذي تخرج فيه، وغيره كثير مِمن يلتحق بتخصصات لا يرغبها وذلك فقط بسبب التحاق رفقائه بهذا التخصص. وتتعدد الأسباب التي تدفع كثيرا من فتياتنا وشبابنا إلى الوقوع في الاختيار الخاطئ. تحديد الهدف النهائي الذي تطمح لأن تصل إليه مستقبلاً هو الجزء الأهم في اختيارك للتخصص والجامعة التي تقرر الالتحاق بها. ما ينبغي فعله هو أن يكون اختيارك للتخصص وفقاً لعدّة معايير تستند عليها قبل اتخاذك القرار وتحديدك التخصص. لابد أن تكون هنالك موازنة بين ما تريده وتحبه أنت أولاً، وما تتقن عمله وتبدع فيه ثانياً، وأخيراً أن يكون ذلك وفقاً لمتطلبات المجتمع من حولك. ثلاث حلقات تجتمع معاً لتلتقي في نقطة يتحدد من خلالها التخصص الملائم لك. طريقة بسيطة تستطيع الاختيار من خلالها وتقريب الأفكار للتوصل إلى التخصص الملائم. ولا نغفل دور التوجيه الأكاديمي في مساعدتك على معرفة ما يناسبك. ولا تنسَ أن يكون حاضراً في ذهنك دائماً، أين أنت الآن ؟ وأين تريد أن تكون ؟