تحدث وكيل جامعة الملك فيصل لشؤون الطلاب بما يشبه اللوم عن أن 70 في المائة من خريجي الثانوية العامة يلتحقون بشكل عشوائي بالجامعات، وأعاد الوكيل العلة في هذه العشوائية التي وسم بها الغالبية العظمى من الراغبين في إكمال دراستهم الجامعية إلى أن هؤلاء المتخرجين من الثانوية والمتقدمين للالتحاق بالجامعات لا يمتلكون الأدوات الصحيحة اللازمة التي تمكنهم من التعرف على قدراتهم وإمكاناتهم ومن ثم اختيار التخصص والجامعة المناسبة للدراسة. ولو أخذنا حديث الوكيل على عواهنه وسلمنا بما يدل عليه من غياب وعي الطلاب بقدراتهم وعجزهم عن تحديد معالم مستقبلهم وافتقارهم للأدوات التي تمكنهم من التعرف على إمكاناتهم لجاز لنا أن نتساءل عما يفعله التعليم العام بالطلاب حين يقضون بين صفوفه وسنواته الدراسية اثني عشر عاما ويتخرجون وقد شارفوا على نهاية العقد الثاني من أعمارهم وهم عاجزون عن معرفة قدراتهم وإمكاناتهم، يتخبطون في اختياراتهم ولا يعرفون بأي جامعة يلتحقون، ولا في أي تخصص يكملون تعليمهم، لو صح حديث الوكيل لكان إدانة واضحة لبرامج التعليم العام، وحري بمن يتخرج من المدارس دون أن يتعرف على قدراته وإمكاناته ألا يتعرف على غير ذلك مما يتوجب عليه أن يكون ملما بمعرفته، وجدير بمن يكون عشوائيا في اختيار تخصصه بعد اثني عشر عاما من التعليم أن يكون عشوائيا بعد ذلك، إذ ليس لأربعة أعوام من الدراسة الجامعية أن تصلح ما لم تصلحه اثنا عشر عاما من التعليم العام، خاصة إذا كانت هذه السنوات الجامعية قد بنيت على قرار يتصف بالعشوائية، حسب حديث الوكيل. غير أن حديث الوكيل لا ينبغي أن يؤخذ على علاته فمن أين للطلاب من خريجي الثانوية العامة أن يختاروا إذا كانت جامعاتنا لا تكاد توفر لكثير منهم مقعدا لمواصلة دراسته في أي تخصص، فضلا عن التخصص الذي يريده هو أو توجهه إليه قدراته، إن عجز الجامعات هو ما يجعل الطالب يتواضع كثيرا فلا يفكر فيما يريد هو حسب إمكاناته، بل يفكر فيما سوف يتاح له حسب إمكانات الجامعات، هل هي عشوائية الطلاب كما يرى سيادة الوكيل أم عجز الجامعات كما يحدثنا الواقع؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة