قالت مصادر سياسية تونسية ل»الشرق»، إن معركة أطراف حركة النهضة الإسلامية مع وضد قرار مصطفى بن جعفر بتعليق عمل المجلس التأسيسي الذي يرأسه انتهت إلى موقفٍ موحد، وهو تنظيم جلسة من دونه لسحب الثقة منه وتصعيد رئيس كتلة الوفاء النيابية المقربة من «النهضة» عبدالرؤوف العيادي، رئيساً للمجلس. في المقابل، هدَّد مصطفى بن جعفر بعد أن عَلِمَ بالقرار بالالتحاق بالمعارضة إذا ما أسفرت جلسة الإثنين المقبل عن التضحية به. ويخشى أنصار حركة النهضة أن يشجع قرار تعليق عمل البرلمان المعارضة للاستمرار في الاحتجاجات، ما قد يؤدي إلى الإطاحة بالنظام الانتقالي. وفي سياقٍ مختلف، تم توقيف الناشط الطلابي والسياسي عصام السلامي، وقال أخوه ل»الشرق»، إن الإيقاف سببه رفض السلامي ما وصفه ب»الصفقات المشبوهة والانتهازية السياسية». وعصام السلامي من القيادات الطلابية التي رفضت تسمية حراك 2011 ثورة، واعتبره انقلاباً ناعماً داخل السلطة حافظ على النظام القديم. وتفيد المعلومات بأن قوات الأمن اعتقلت السلامي في جندوبة على خلفية قضية تعود إلى عام 2009، ويعتبرها المقربون منه «مُلفقة». وعلى صعيد محاربة الإرهاب، واصلت السلطات التونسية عمليات التمشيط في منطقة الشعانبي بولاية القصرين بعد تطويق جبل الشعانبي بالكامل. وتعرِف المنطقة حالياً تعزيزات أمنية كبيرة من قِبَل قوات الجيش الوطني وقوات الحرس والقوات الخاصة استعداداً لحضور رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ورئيس وقائد أركان الجيوش الثلاثة رشيد عمار. في الوقت نفسه، اعترف العنصر الإرهابي الذي تم القبض عليه ليلة أمس مع اثنين آخرين كانا مختبئَيْن في منزله بعددٍ من الحقائق الخطيرة أثناء التحقيق معه، منها وجود 15 عنصراً متحصّناً في جبل الشعانبي، إلى جانب معلومات حول علاقته بالعملية التي راح ضحيتها ثمانية جنود من الجيش الوطني في 29 يوليو الفائت. وتم القبض أمس الأول على محمد الحبيب العمري البالغ من العمر 23 سنة، وهو أحد العناصر الإرهابية التي كانت متحصنة بالجبل، وقام عدد من المواطنين بإعلام قوات الأمن إبان مشاهدته وتمكنت فرقة مكافحة الإرهاب وعناصر أمنية من القبض عليه وفي حوزته سلاح من نوع الكلاشنكوف، إضافة إلى قنابل يدوية. وأكدت عناصر أمنية من جهة القصرين أن محمد الحبيب العمري اعترف بتورُّطه في العملية التي استهدفت قتل ثمانية من قوات الجيش الوطني، ذاكراً أسماء متورطين آخرين على غرار فتحي الحاجي القاطن في حي الزهور من ولاية القصرين وثلاثة جزائريين. وقال مصدر أمني إنه بفحص الهاتف الجوال للعنصر الذي قُبض عليه تم العثور على شريط فيديو يصور عملية قتل الجنود في هنشير التلّة. وتم تحويل محمد الحبيب العمري مباشرةً إلى التحقيق، حيث اعترف بوجود 15 عنصراً إرهابياً قرب مركز الإرسال الإذاعي والتليفزيوني قرب معتمدية فوسانة، وهو ما دفع بقوات الأمن والجيش الوطنيين إلى محاصرة المكان ووقع تبادل لإطلاق النار. وحسب المعلومات الأولية غير المؤكدة، تم القضاء على أربعة إرهابيين من جملة 15، والعثور على بعض الجثث المتفحمة جراء القصف المتواصل على جبل الشعانبي. وفي مدينة الكاف، ألقت الفرقة الأمنية التابعة لإدارة مكافحة الإرهاب ليلة الخميس الماضي القبض على عنصر إرهابي ينتمي إلى ما يُعرَف بكتيبة عقبة بن نافع كانت صدرت في حقه نشرة تفتيش. وأوضح مصدر أمني أن العنصر الإرهابي هو من مدينة جندوبة، وتم القبض عليه أثناء توفر معلومات بتنقله إلى مدينة تاجروين لزيارة أقاربه.