كشف وزير الداخلية التونسي علي العريض عن حقيقة ما يجري على الشريط الحدودي التونسي من عمليات أرهقت أخبارها المتواترة أعصاب التونسيين. حيث أعلن عن توصل الأجهزة الأمنية الى كشف مجموعة إرهابية كانت في طور التكوين، أغلب المنتمين اليها من التونسيين وتتمركز بجبال الشعانبي بولاية القصرين وغابات عين دراهم من ولاية جندوبة، تطلق على نفسها اسم «كتائب عقبة بن نافع». واوضح العريض انه تم إلقاء القبض على عدد من أفرادها في حين لايزال البعض منهم فارين، وهي مجموعة تتبع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي ويشرف عليها عناصر جزائرية ولها علاقة بأمير تنظيم القاعدة بالمغرب العربي والمدعو أبومصعب عبد الودود. وبيّن وزير الداخلية في ندوة صحفية أنه تم إيقاف7 من المتورطين في أحداث القصرين التي انطلقت يوم 10 ديسمبر الحالي وأدت إلى مقتل وكيل بالحرس الوطني، وأضاف بأن عدداً من أفراد هذه المجموعة الإرهابية لا يزالون متحصنين بجبل الشعانبي، وهي تضم تونسيين من صغار السن من المتبنين للفكر المتشدد يتم استقطابهم لتدريبهم عسكرياً وتكوينهم عقائدياً وإرسالهم إلى معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي إما بالجزائر أو ليبيا. وأيضاً للقيام بأعمال تخريبية تحت عنوان «إحياء الجهاد وفرض الشريعة الإسلامية» مشيراً إلى احتمال ارتباط هذه الخلية بالمجموعة الإرهابية المتورطة في أحداث جندوبة الأخيرة. وقال الوزير إن المعسكر الذي تم اكتشافه معد للتدريبات النظرية أو التطبيقية «التي لا تثير ضجيجا ولا تلفت الانتباه» كتفكيك السلاح وصنع المتفجرات وفك الشفرات وتعلم كيفية التخفي. ولاحظ أن هذه المجموعة لها علاقة عضوية بأحداث الروحية التي جرت في مايو 2011 وأحداث بئر على بن خليفة التي وقعت في فبراير 2012 نظراً لتشابه الأسلحة والوسائل المعتمدة مشيراً إلى أن بعض الموقوفين في هذه الأحداث لهم علاقة أيضا بأحداث سليمان التي تعود أطوارها إلى أواخر سنة 2007. وفي ما يتعلق بالمضبوطات أفاد الوزير أنه تم جلبها من ليبيا والجزائر وتضم مواد متفجرة كالأمونيتر ومسدسات وكميات من الذخيرة وخرائط عسكرية ومناظير ورموز مشفرة وبدلات عسكرية وأسلحة بيضاء ووثائق مختلفة. وذكر علي العريض أن أحداث جندوبة التي جرت يوم 6 ديسمبر تم خلالها القبض على عدد من العناصر المتشددة دينياً من ضمن المجموعة المتورطة في هذه الأحداث، والتي تتولى مساعدة عناصر إرهابية قادمة من ليبيا تابعة لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي على العبور إلى الجزائر. مبيناً أن العناصر التي تم القبض عليها تتكون من 3 ليبيين وتونسي أما بقية المجموعة فمازالت متحصنة بجبال عين دراهم في مناطق قريبة من الحدود مع الجزائر، وهي محاصرة من قبل وحدات الجيش والحرس والأمن. وقال وزير الداخلية «إن هذه الخلية الإرهابية لا مستقبل لها لان الشعب يرفضها ويرفض أهدافها ومنهجها»، مؤكداً أن الأجهزة العسكرية والأمنية «ستكون لها بالمرصاد» وقد سبق لها أن فككت مثل هذه المجموعات التي تحترف الإرهاب والعنف وأجهضت أهدافها. وقال إنه «لا يمكن لهذه المجموعات أن تشوش على مسيرة تونس أو أن تعطلها وتربكها فتونس «بلد مسلم» و»أرض علم وبناء وعدل» وليست «أرض دعوة وجهاد» كما يتصور البعض. ان في ذلك انزلاقا وخطأ لا مستند له في العقل أو الدين»، منبهاً الشباب التونسي إلى خطر «جره والتغرير به» من قبل مثل هذه المجموعات الإرهابية المتطرفة.